وقال شيخ الإسلام ابن تيميه (728هـ): " ومما ينبغي أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات، منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومن من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة.
ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها، ورد باطلاً بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة.
ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك.
ولهذا وقع في مثل هذا كثيرٌ من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقه، فهولاء من أهل التفرق والاختلافات ". مجموع الفتاوى [3/ 348 - 349].
وقال [19/ 191 - 192]: " وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا))، وفي الصحيح أن الله قال: {قد فعلت} ".
وقال الإمام الذهبي (748هـ): " ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه، وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك ". سير أعلام النبلاء [5/ 271].
وقال أيضاً: " ولو أنا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة ". السير [14/ 39 - 40].
وقال أيضاً: " ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لإتباع الحق – أهدرناه وبدعناه، لقل من يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنه وكرمه ". السير [14/ 376].
وقال أيضاً: " ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الإتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن ". السير [20/ 46].
وقال ابن القيم (751هـ): " معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول، فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها، لا يوجب اطراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عند القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم " إلى أن قال: " ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين ". إعلام الموقعين [3/ 295].
وقال ابن رجب الحنبلي [795هـ]: " ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ". القواعد (ص:3). انتهى كلامه
ـ[باز11]ــــــــ[28 - 02 - 05, 09:19 ص]ـ
أنبه الإخوة إلى أن القول:" ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، " مما لا يجوز لأن كتاب الله غير مخلوق والعصمة تكون للمخلوق وهي تقتضي وجود عاصم، ومعصوم، ومعصوم منه والعاصم هو الله والمعصوم هو المخلوق والمعصوم منه هو أثر العاصم في المعصوم
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[28 - 02 - 05, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
وددت أن انبه أن الحافظ بن حجر رحمة الله كان مرجئا فى مسائل الايمان حيث جعل الأعمال شرط كمال فى الايمان كما بين ذلك الشيخ الشبل فى كتابة التنبية.
ـ[باز11]ــــــــ[01 - 03 - 05, 08:26 ص]ـ
عرفنا بالكتاب المذكور وبصاحبه ونخشى الصاق بدع أخرى بالحفظ شيخ المحدثين
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 03 - 05, 12:10 م]ـ
عرفنا بالكتاب المذكور وبصاحبه ونخشى الصاق بدع أخرى بالحفظ شيخ المحدثين
الأخ باز11
هل لك دليل على هذه التهمة؟ وهي إلصاق البدع بإمام المحدثين؟!
الكتاب الذي تفضَّل الأخ المقدسي بذكره قرَّضه الشيخ ابن باز وصالح الفوزان وعبدالله بن عقيل وعبدالله بن منيع وعبدالله الغنيمان.
والمسألة التي ذكرها موجودة في الكتاب (ص/ 28، 30).
والكاتب (الشبل) من طلاَّب الشيخ ابن باز رحمه الله.
¥