ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[25 - 10 - 04, 01:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن على هذا الموضوع
وهذه مناظرة ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنَّقْلِ عن مناظرة أبو نصر السجزي لبعض الأشعرية.
قال أبو نصر خاطبني بعض الأشعرية يوما في هذا الفصل (يعني كلام الله) وقال التجزؤ على القديم غير جائز
فقلت له أتقر بأن الله أسمع موسى كلامه على الحيقة بلا ترجمان.
فقال نعم وهم يطلقون ذلك ويموهون على من لم يخبر مذهبهم .......
قال فقلت لمخاطبي الأشعري قد علمنا جميعا أن حقيقة السماع لكلام الله منه على أصلكم محال وليس ههنا من تتقيه وتخشى تشنيعه وإنما مذهبك أن الله يفهم من شاء كلامه بلطيفة منه حتى يصير عالما متيقنا بأن الذي فهمه كلام الله والذي أريد أن ألزمك وارد على الفهم وروده على السماع فدع التمويه ودع المصانعة ما تقول في موسى عليه السلام حيث كلمه الله؟ أفهم كلام الله مطلقا أم مقيدا.
فتلكأ قليلا ثم قال ما تريد بهذا؟
فقلت دع إرادتي وأجب بما عندك، فأبا،
وقال ما تريد بهذا؟
فقلت أريد أنك إن قلت إنه عليه السلام فهم كلام الله مطلقا اقتضى أن لا يكون لله كلام من الأزل الى الأبد إلا وقد فهمه موسى وهذا يؤول الى الكفر فإن الله تعالى يقول (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء) (البقرة: 255) ولو جاز ذلك لصار من فهم كلام الله عالما بالغيب وبما في نفس الله تعالى وقد نفى الله تعالى ذلك بما أخبر به عن عيسى عليه السلام أنه يقول (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة: 116) وإذا لم يجز إطلاقه وألجئت الى أن تقول افهمه الله ما شاء من كلامه دخلت في التبعيض الذي هربت منه وكفرت من قال به ويكون مخالفك أسعد منك لأنه قال بما اقتضاه النص الوارد من قبل الله عز وجل ومن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أبيت أن تقبل ذلك وادعيت أن الواجب المصير الى حكيم العقل في هذا الباب وقد ردك العقل الى موافقة النص خاسئا، فقال هذا يحتاج الى تأمل وقطع كلام
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 10 - 04, 02:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ترجمته من كتاب الذيل على طبقات الحنابلة للعلامة ابن رجب 4/ 384
عبد الّله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد ابن تيمية الحراني، ثم الدمشقي، الفقيه الإمام، الزاهد، العابد القدوة المتفنن، شرف الدين أبو محمد، أخو الشيخ تقي الدين
ولد في حادي عشر محرم سنة ست وستين وستمائة بحران.
وقدم مع أهله إلى دمشق رضيعاً، فحضر بها على ابن أبي اليسر، وغيره.
ثم سمع من ابن علان، وابن الصيرفي، وأحمد بن أبي الخير، ومن ابن أبي عمر، والقاسم الأربلي، وخلق من هذه الطبقة.
وسمع "المسند" و "الصحيحين" وكتب السنن.
وتفقه في المذهب حتى برع وأفتى.
وبرع أيضاً في الفرائض والحساب، وعلم الهيئة، وفي الأصلين، والعربية.
وله مشاركة قوية في الحديث. ودرس بالحنبلية مدة.
وكان صاحب صدق وإخلاص، قانعاً باليسير شريف النفس، شجاعاً مقداماً، مجاهداً زاهداً، عابداً ورعاً، يخرج من بيته ليلاً، ويأوي إليه ليلاً [في شذرات الذهب: نهارا]، ولا يجلس في مكان معين، بحيث يقصد فيه، لكنه يأوي إلى المساجد المهجورة خارج البلد، فيختلي فيها للصلاة والذكر.
وكان كثير العبادة والتأله، والمراقبة والخوف من الله تعالى، ذا كرامات وكشوف.
ومما اشتهر عنه: أنه كثير الصدقات، والإِيثار بالذهب والفضة في حضره وسفره، مع فقره وقلة ذات يده.
وكان رفيقه في المحمل في الحج يفتش رحله فلا يجد فيه شيئاً، ثم يراه يتصدق بذهب كثير جداً. وهذا أمر مشهور معروف عنه. وحج مرات متعددة.
وكان له يد طولى في معرفة تراجم السلف ووفياتهم، وفي التواريخ المتقدمة والمتأخرة.
وحبس مع أخيه بالديار المصرية مدة.
وقد استدعي غير مرة وحده المناظرة، فناظر، وأفحم الخصوم.
¥