تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: لأنكم تزعمون أن محمدا ملك ظالم ليس برسول صادق، وأنه خرج يستعرض الناس بسيفه، فيستبيح أموالهم ونساءهم وذراريهم، ولا يقتصر على ذلك حتى يكذب على الله، ويقول الله أمرني بهذا، وأباحه لي، ولم يأمره الله، ولا أباح له ذلك، ويقول أوحى إلي، ولم يوح إليه شيء، وينسخ شرائع الأنبياء من عنده، ويبطل منها ما يشاء، ويبقي منها ما يشاء، وينسب ذلك كله إلى الله، ويقتل أولياءه، وأتباع رسله، ويسترق نساءهم، وذرياتهم؛ فإما أن يكون الله سبحانه رائيا لذلك كله، عالما به، مطلعا عليه أو لا،

فإن قلتم: إن ذلك بغير علمه، واطلاعه؛ نسبتموه إلى الجهل، والغباوة، وذلك من أقبح السب.

وإن كان عالما به رائيا له مشاهدا لما يفعله؛ فإما أن يقدر على الأخذ على يديه، ومنعه من ذلك أو لا،

فإن قلتم: إنه غير قادر على منعه، والأخذ على يده؛ نسبتموه إلى العجز، والضعف.

وإن قلتم: بل هو قادر على منعه، ولم يفعل؛ نسبتموه إلى السفه، والظلم، والجور!

هذا، وهو من حين ظهر إلى أن توفاه ربه يجيب دعواته، ويقضي حاجاته، ولا يسأله حاجة إلا قضاها له، ولا يدعوه بدعوة إلا أجابها له، ولا يقوم له عدو إلا ظفر به، ولا تقوم له راية إلا نصرها، ولا لواء إلا رفعه، ولا من يناوئه، ويعاديه إلا بتره، ووضعه، فكان أمره من حين ظهر إلى أن توفي يزداد على الأيام، والليالي ظهورا، وعلوا، ورفعة، وأمر مخالفيه لا يزداد إلا سفولا، واضمحلالا، ومحبته في قلوب الخلق تزيد على ممر الأوقات، وربه تعالى يؤيده بأنواع التأييد، ويرفع ذكره غاية الرفع.

هذا، وهو عندكم من أعظم أعدائه، وأشدهم ضررا على الناس!

فأي قدح في رب العالمين؟ وأي مسبة له؟ وأي طعن فيه أعظم من ذلك؟!

فأخذ الكلام منه مأخذا ظهر عليه،

وقال: حاش لله أن نقول فيه هذه المقالة؛ بل هو نبي صادق كل من اتبعه؛ فهو سعيد، وكل منصف منا يقر بذلك، ويقول: أتباعه سعداء في الدارين.

قلت له: فما يمنعك من الظفر بهذه السعادة؟

فقال: وأتباع كل نبي من الأنبياء كذلك، فأتباع موسى أيضا سعداء!

قلت له: فإذا أقررت أنه نبي صادق، فقد كفر من لم يتبعه، واستباح دمه، وماله، وحكم له بالنار، فإن صدقته في هذا؛ وجب عليك اتباعه، وإن كذبته فيه لم يكن نبيا، فكيف يكون أتباعه سعداء؟!

فلم يحر جوابا!

وقال: حدثنا في غير هذا!. انتهى

انظر: الصواعق المرسلة 1/ 327

وزاد المعاد 3/ 639

وهداية الحيارى ص 87

ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[25 - 10 - 04, 11:33 م]ـ

عبد الرحمن السديس ,حفظه الله ,

صراحة , انني أتابع كثيرا مما ينشر ويكتب في روابط هذا الملتقى العلمي لكي أتعرف على آراء كل من طلبة العلم وشيخهم. فكثيرا ما أجد استخراجا من عدة الكتب وفي القليل النادر أتمتع بقراءة التعليقات الشخصية العلمية على ما جاء في هذه الاستخراجات الكثيرة التي تقول (عادة) وقال (فلان) ... وفي كتاب فلان .... كذا.

لقد أعجبني علمكم الواسع ومعاملتكم بالآخرين بالرفق في هذا الملتقى غير أنني أتساءل بهذه المناسبة , وهي موضوع (المناظرة) , ما هو رأيكم العلمي الشخصي في هذه القضايا لأنني لا أظن أن ذكر كلام ابن القيم (مثلا) يتمشى بالضرورة برأي من ذكره , أليس كذلك؟

أم نخضع طوال العصور للتقليد الفكري؟

ربما تخرج هذه التساءلات من اطار الموضوع الذي حددتموه ووصفتموه في هذا الرابط بدءا , فان كان كذلك فألتمس منكم العذر

لكم الخير والعافية

موراني

ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[26 - 10 - 04, 12:23 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

طيب أعطنا رايك يدكتور موراني بارك الله فيك هل المناظرة مفحمه أولا وأما النقل فلا عليك فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ولو نطق الشيطان بالحق قبلناه منه ولا يخففى عليكم قصة أبو هريره مع اليشطان ووصيته له بقراءة آية الكريسي وتقرير الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة لذلك فالنقل وما ذكرت ليس مطعن.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 10 - 04, 02:11 ص]ـ

- أعتذر للأخ الشيخ عبدالرحمن السديس هذه المداخلة ..

- الدكتور موراني ... هداك الله لمحابه

- ليكن في علمكم أنَّ أهل الحديث (أتباع الأثر والسنة) وأكثر من يكتب من طلبة العلم والمشايخ بهذا المنتدى منهم =لا يقلِّدون أحداً تقليداً أعمى دون طلب دليل أو برهان لقوله.

- إنهم طائفةٌ ينشدون البحث عن الحق الذي لا يكون إلاَّ في الأصل الأول.

- فمنهجهم أعمق وأنصع وأدقُّ من محاولات كثيرٍ من النصارى الموحدين الذين خرجوا عن أُطُر الكنائس ومحدوديتها في بحثهم عن النبع الصحيح الذي كان عليه المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

- وأرجو منكم النظر في هذا الرابط الهام، وأرجو أن تعطينا رأيك في محتواه:

الموحدون من النصارى .. اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23428&highlight=%C7%E1%E4%D5%C7%D1%EC)

- وعوداً على بدء ... فما تراه كثيراً من كثرة نقل أههل الحديث والسنة (الملقَّبين بالسلفية) لقول ابن القيّم مثلاً ليس لكون الحق لا يكون إلاَّ عند ابن القيم.

بل لأنَّ منهج ابن القيِّم وطريقته في البحث في مدلولات القرآن والسنة جعل الحق حليفه في الغالب.

- وكذا الحال تماماً في شيوخ وعلماء آخرين قد تجرَّدوا عن التقليد الفكري الذي وقع فيه المسلمون رزحاً من الزمن.

- وعليه فقد نوافق ابن القيم كثيراً، لا لأنه (ابن القيم) فقط، بل لأنَّ الله قدَّر له إصابة الحق.

وقد نخالفه أحياناً لأنَّ دليله مرجوحٌ لا يقاوم دليل من خالفه في مسألةٍ ما ..

وعندما نوافقه ونفرح برأيه لابد أن نقرن بذلك دليله وحجَّته فيما ذهب إليه في أي مسألة كانت.

وأسأل الله أن يهبك السعادة في الدنيا والآخرة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير