[طريقة تعامل الصحابة ـ رضي الله عنهم مع القرآن الكريم]
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإن القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى للبشرية كافة، و من ثم فلا يمكن تحقيق التواصل مع الله تعالى ما لم نفقه مضمون هذه الرسالة، يقول الحق سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).فالرسالة ما لم نعرف مضمونها لا يمكن الوفاء بالتزاماتها، فما لم نفسر القرآن الكريم بأن نقف على معانيه و مراداته، لا يمكننا أن نتمثل تعاليمه السمحة في حياتنا العملية. وعليه فإننا نرى أن تفسير القرآن الكريم ضرورة تلجئنا إليها معرفة حكم الله تعالى في الواقع المعيش على مستوى الفرد و الأسرة و الدولة و الدول في حال السلم و الحرب. وكونه من الفروض الكفائية لا يعفينا من معرفة ما لا يمكن أن تستقيم به دنيا نا و لا بما تصلح به آخرتنا. ومعلوم أنه كلما صحت العزائم و خلصت النوايا، واستمد العون على الفتح و الفهم من الفتاح العليم، كلما نشطت النفوس لتحصيل هذا العلم الشريف، و كلما طبقنا ما عرفنا منه في حياتنا العملية كلما فتح الله لنا آفاقا جديدة من الفهم و التفقه: (من عمل بما علم و رثه الله ما لم يعلم) ذلكم هو علم الموهبة، يمنحه الله من يشاء من عباده الصالحين المخلصين، فهناك العلم و نور العلم، و ما يغير الله به الأحوال هو نور العلم. ولنستحضر دائما قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:282).
و مدخل المنهج الصحيح للتعامل مع القرآن الكريم هو طريقة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ و المتمثلة في النقط الثلاث التالية:
1 - لا يعارض أحدهم القرآن و صحيح السنة بمعقوله، و لا بذوقه ووجده و مكاشفته، و إنما يجعلون القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حال.
2 - لا يؤسس أحدهم دينا غير ماجاء به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقد كانوا رضي الله عنهم و أرضاهم معتصمين بالقرآن و السنة، ليست لهم آراء و مواقف مسبقة، و لامذاهب يؤمنون بها ثم يأتون إلى القرآن ليستمدوا منه الشرعية لهذه الآراء و المذاهب و المواقف.فمنهجهم في التعامل مع القرآن الكريم كان منهجا علميا يعتمد المنهج الاستنباطي فهم يقرؤون القرآن و السنة و يحاولون فهمهما من الدخيل فلا يفرضون عليهما لا المنهج و لا التصور.و لا يعتمدون المنهج الإسقاطي بحيث يقرؤون أفكارهم و معتقداتهم و أذواقهم و مواجدهم في القرآن الكريم، و هو المنهج المعروف في مناهج تحليل الخطاب بأنه منهج غير علمي. و سبحان الله المغرضون عندما يتعاملون مع القرآن الكريم يصبح المنهج الإسقاطي هو المنهج العلمي، و عندما يتعاملون مع باقي النصوص يتبنون المنهج الاستنباطي باعتباره هو المنهج العلمي، ومن ثم تتضح ازدواجية المعايير، و مبدأ الكيل بمكيالين.
3 - كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا أراد أحدهم معرفة شيء من الدين أو الكلام فيه نظر في ما قاله الله تعالى و رسوله الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فكانوا رضوان الله عليهم من القرآن و السنة يتعلمون، و بهما يتكلمون، و بهما يستدلون، و فيهما ينظرون و يتفكرون.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، نود منكم أن تشرحوا الفقرة الثانية وذلك بذكر أمثلة ولعلكم تلقوا الضوء على المنهج الاسقاطي في التفسير.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخت الفاضلة: أم أنس الدوسي.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكرلكم تواصلكم و تقديركم، و إني قد عملت على نشر مقالة عن المنهج الإسقاطي، لعلها تجيب عن تساؤلاتكم.علما أن مثل هذه التساؤلات العلمية تفتح أمام الباحثين آفاقا جديدة، وعليه فإن أمنيتي أن يستمر الإخوة و الأخوات في التساؤل عما أشكل عليهم، فضلا عن الملاحظات و التعليقات،بل و الانتقادات وكل ذلك مساهمة للنهوض بالبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية و تفسير القرآن الكريم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو فاطمة الإدريسي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 10:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم
لكن أستاذنا لم تذكوا لنا أين نجد المقالة هل هنا بالمنتدى أم ماذا؟
و جزاكم الله خيرا
¥