تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إليها في مجلة البيان العدد السابق (36) ص 14 وليُعلم أن هذه ليست عربية صحيحة ولا فصيحة ولا

لائقة، بل هي - لسوء حظه وحظنا - لغة أزقَّة يزين بها الشيخ أسلوبه الراقي!.

((مجلة البيان ـ العدد [37] صـ 6 رمضان 1411 ـ مارس 1991))

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:14 م]ـ

تتمة وقفة البوطي مع ابن تيمية

عبد القادر حامد

مر معنا في المقال السابق تصوير البوطي لابن تيمية، وقد كانت تلك

الصورة على ما قد بيناه من استهزاء وبعد عن الإنصاف، وحطة في الأسلوب

تعكس نفساً قلقة بعيدة عن الاتزان.

وقد حاول البوطي جهده في رسمه تلك الصورة أن يضع في وهم قرائه أن

ديدن ابن تيمية هو هكذا: اضطراب وتطويح وتناقض، وصال وجال مشيراً إلى

هنة هنا، وهنة هناك، مما يعتبره هو مآخذ على ابن تيمية، ولكن حينما أحس أن

هذه الهنات قد لا تقنع قراءه برأيه في ابن تيمية هز كتفيه ونفض كنانته؛ فأخرج

منها هاتين الفاقرتين:

1 - المسألة الأولى:

تعليق لابن تيمية على كتاب (مراتب الإجماع) لابن حزم.

2 - المسألة الثانية:

رأي ابن تيمية في مسألة الكسب عند الأشاعرة.

أما المسألة الأولى؛ فهي مسألة حاول أعداء ابن تيمية قديماً وحديثاً أن

يستخدموها للنيل منه، فراشوا بها سهامهم، والبوطي يسير على هدي الكوثري عند

تعرضه لهذه المسألة، ورأي الكوثري في ابن تيمية معروف ومشهور. أما تحليل

هذا الموقف وأسبابه فلا زال يحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء عليه، لأن نتائج هذا

التحليل لها صلة بالمنهج العام الذي تقبل بمقتضاه الأقوال أو ترد، ويقوم على

أساسه فهم المسلم لتاريخه الفكري، وتتضح على ضوئه المؤثرات التي كان لها فعل

سيئ في حياة المسلمين خلال القرون الماضية. وشخص كالكوثري في تركيبته

الفكرية وخلفيته التربوية لا يمكن إلا أن يكره ابن تيمية وكل ما جاء به.

فابن تيمية له رأي فذ في العلاقة بين العرب والإسلام، وارتباط الإسلام باللغة

العربية، ويرى أن كره العرب نفاق، هذا مع أنه يقول: (فضل الشخص لا

يستلزم فضل الجنس) والكوثري أبسط ما يقال فيه من هذه الناحية أنه شعوبي،

وشعوبيته قد أدخلته مداخل صعبة وعنته عناء يعرفه من قرأ له.

وابن تيمية حر التفكير، حرب على التقليد والجمود، لا يسير خطوة دون

الاهتداء بالدليل والكوثري مقلد جامد ومتعصب ضيق العطن، حبس نفسه في حدود

المذهب الحنفي، ويرى أن الإسلام هو هذا المذهب فقط، فهو لذلك حرب على

الشافعية، والمالكية، وسم زعاف على الحنابلة، أما كبار علماء الحديث فأقل ما

يقوله فيهم أنهم (حشوية)، أما ما يقوله في كل واحد منهم على انفراد: من تجن

وتحامل وتعسف، ومن تهم باطلة، ومن بعد عن منهج العلماء في النقد؛ فأمره

مشهور وشرحه يطول. وهكذا فقد حجّر واسعاً، ورسم لنفسه دائرة ضيقة من

دخلها فهو منه، ومن لا فلا!

هذا هو الكوثري الذي يسير البوطي على خطاه، فهل مثل هذا الصنف من

يقبل قوله في خصمه؟! أخصم وحكم؟!

ولنعد الآن إلى المسألة التي اعتبرها البوطي مقتلاً من مقاتل ابن تيمية، وهي

ما جاء في تعليقه على مراتب الإجماع لابن حزم والتي قامت لها قيامة البوطي.

ونريد أن نناقش بعض ما ساقه من الدعاوى واحدة واحدة باختصار، فنقول:

هل صحيح أن ابن تيمية (يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي قد

يخالفهم فيها)؟! لم يسق لنا البوطي دليلاً واحداً على ذلك، بل إن هذه المسألة التي

اهتم لها وحشد لها بعض ما في جعبته من رخص التهم العشوائية دليل على أن ابن

تيمية ليس ممن يهجم بالتكفير لأدنى المواقف الاجتهادية التي تخالف رأيه، ولينظر

الشيخ البوطي في هذه المسألة هادئ النفس والنَفَس وسيتبين له ذلك، وكذلك

فإن لابن تيميه كلاماً في غير موضع من كتبه يدلي بصريح العبارة على عكس

ذلك، فمن ذلك قوله:

( ... هذا مع أني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - إني من أعظم الناس

نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت

عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة؛ وفاسقاً أخرى، وعاصياً

أخرى، وأني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل

الخبرية القولية، والمسائل العملية) [مجموع الفتاوى 3/ 299].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير