وقال (ص42) ضمن طعنه في محمد رشيد رضا: "وقاعدتنا الصحيحة التي لا تتخلف ولا تنخرم، وهي أن المصريين لا يمدحون مؤمنا ولا محقا، ولا يمدحون إلا أهل الباطن والإلحاد، بحيث يمكنك أن تعتمد على هذه القاعدة، وتجزم بضلال ممدوحهم وإلحاده قبل أن تقف على كلامه". 18 رجب 1372
وتسمية للأزهريين ملاحدة متكرر في كلام أحمد الغماري، مثل الجواب المفيد (ص72) ودر الغمام الرقيق.
* وليتهيأ أهل الشام لسماع حكم أحمد الغماري فيهم، قال (ص56): "النشاشيبي ملحد زنديق كافر، ولا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، وأنا لا أنظر في كتب الملاحدة لأني لا أستجمر بالورق، ولو كنت أفعل لأعدتتها للاستجمار بها فقط، على أن الناشيبي لو كان مسلما فهو شامي، والشوام كلهم نواصب، لا قيمة للشرف ولا لأهل البيت عندهم، وما قضى على أهل البيت ثم الإسلام إلا هم". عامله الله بما يستحق.
* أما مناقشة آراء الغماري في الكتاب فيضيق عنها الوقت، وهي من الواضحات التي لا تحتاج إلى بيان، فمنها: الإيمان بالأقطاب الأربعة (ص53)، ونجاة والدي النبي صلى الله عليه وسلم (ص94) مع أنه محدّث والحديث في ذلك صريح، ودفاعه (ص94 و95 و97) عن ابن عربي حتى قال (ص94 - 95): "ولو قال إنه قال: إن الكلب والخنزير هو الله، لأمكن أن يكون لقوله وجها عند أهل الفناء في الشهود .. " الخ! أشهد أن لا إله إلا الله! ومنه انتصاره (ص96) للقائل بإيمان فرعون.
* هذه جوانب أحببتُ التنبيه عليها لمعرفة الوجه الآخر لأحمد الغماري، ولعل خلاصة الكلام ما سمعت شيخنا عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله -وقد سألته سنة 1417 عن حفظ أحمد الغماري، وهل يستحق لقب الحافظ على حسب زماننا؟ فقال ما معناه: لا يبعد، فأحمد الغماري محدث كبير واسع الاطلاع، وهو أحفظ إخوته وأعلمهم، لولا أنه مبتدع، وعنده شواذ.
وقال لي -تغمده الله برحمته ورضوانه: لقد ضل بسبب الرجل خلق، لانبهارهم بحفظه.
وسمعت الشيخ سعد الحميّد يقول غير مرة: كتب الغماريين ليس عليها نور.
وصدقا والله، فقد كنتُ أحب في الرجل سعة اطلاعه واعتنائه الكبير برسوم المحدثين في الجمع والنسخ وكتابة الأطراف والفهرسة والإملاء وغير ذلك، وهو كان أندر من الكبريت الأحمر في زمنه، ولكن لما عرفتُ منهج الرجل، وكثرة وقيعته في بعض الصحابة فمن دونهم من خيار الأمة: تبيّن لي صدق مقولة الشيخين.
وكأنه لذلك لم يرزق بالقبول التام، فلا يعرفه ويعرف كتبه إلا خواص طلبة العلم والمشايخ -دعك عن تهويل المتعصبة له- وقارن بين ما رزق الله علم الإمام الألباني من الانتشار والقبول عند الخاص والعام في شتى أنحاء المعمورة، وابحث عن سر ذلك تجده واضحا إن شاء الله.
وأؤكد أن أكثر من يستفيد من تخاريج الغماري هو المتوسع ونحوه، لأنه يميز بين الاستفادة من المصادر وبين الصنعة الحديثية للغماري المخالفة لمنهج أئمة أهل الحديث في الجملة، فضلا عن الحكم بالهوى، وتقدم بيان ذلك في مقال سابق، وما سوى التخاريج فتنبئك النقولات عن بعضه، والله المستعان.
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
محمد زياد التكلة، الرياض 7/ 11/1425
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[19 - 12 - 04, 06:41 ص]ـ
أشاع بعض متعصبة أهل الهوى -سواء لأحمد الغماري كمحمود سعيد ممدوح في مسامرة الصديق، أو المتعصبة للكوثري- أن أحمد الغماري رجع عن رده على الكوثري المسمى "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري"، وأن أعداء الرجلين نشروا الرد كيدا وبغيا؛ مع أنه في حكم المنسوخ على حد زعمهم، لكيلا يسقط أحدهما أو كليهما، وهم بحاجة ماسة لرأس ينتسبون إليه في مقابل أئمة السنة قديما وحديثا .. فهل تستقيم لهم دعواهم؟
وتجاوزا لحقيقة أن أحمد الغماري له أكثر من رد مفرد على الكوثري، مثل سوط التأديب، والغارة العنيفة؛
وبغض الطرف عن مادة "بيان التلبيس" ونَفَسه وعباراته التي يصعب معها احتمال التراجع: فسأدع مفهوم حال وواقع أحمد الغماري لمنطوقه وكتاباته الخطية، وذلك من رسائله المسماة باقتراحه هو: "الجواب المفيد للسائل المستفيد"، وهي مراسلاته لتلميذه محمد الأمين بوخبزة حفظه الله، المطبوعة بدار الكتب العلمية سنة 1423:
¥