صحيح أيضاً ... ثم قال: وقال سلمة التبوذكي: ثنا عبد الواحد , ثنا زياد , ثنا عثمان بن حكيم ثقيف بن محمد بن عبدالله بن عمرو , عن جده , قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (يدخل عليكم رجل لعين) , قال: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه فأشفقت , فدخل الحكم بن أبي العاص ... سكت عليه الذهبي أيضاً وهو صحيح ... وأورد قبل هذه الأحاديث قول أحمد في " مسنده ": حدثنا ابن نمير , ثنا عثمان بن حكيم , عن أبي أمامة بن سهل , عن عبدالله بن عمرو , قال: كنا جلوساً عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , فقال: (ليدخلن عليكم رجل لعين) , فما زلت أتشوف حتى دخل فلان ـ يعني الحكم ـ , سكت عليه وهو صحيح أيضاً ... فانظر إلى هذا مع قوله " إنها منكرة لا يجوز الاحتجاج بها " , مع أنه لم يستطع أن يتكلم إلا في أحاديث , فقال: كنت بين مروان والحسن والحسين , والحسين يساب مروان بن الحكم , فقال مروان: " إنكم أهل بيت ملعونون " , فغضب الحسين وقال: (والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صلبه " ..... قال الذهبي: (أبويحى مجهول)!!!
قلت ـ أي الغماري ـ: لو سلمنا , جهالته هنا لا تضر , فإن الحديث مشهور ومتواتر , وهذا يدل على كفر مروان , كفراً صحيحاً لا شك فيه.
ثم قال الذهبي: وقال معتمر بن سليمان , عن أبيه , عن حنش بن قيس , عن عطاء , عن ابن عمر , قال: كنت عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدخل علي يقود الحكم بأذنه , فلعنه نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثلاثاً ... ثم قال الذهبي: قال الدارقطني: تفرد به معتمر ....
قلت ـ الغماري ـ: وهو ثقة من رجال الصحيح , وأكثر أحاديث الصحيحين أفراد ...
ثم قال ـ أي الذهبي ـ: وقال جعفر بن سليمان الضبعي , ثنا سعد أخو حماد بن زيد , عن علي بن الحكم , عن أبي الحسن الجزري , عن عمرو بن مرة ـ وله صحبة ـ , قال: استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , فقال: (ائذنوا له , لعنه الله وكل من خرج من صلبه إلا المؤمنين) , قال الذهبي: إسناده فيه من يجهل ...
قلت ـ الغماري ـ: كلا بل هو تدليس ...
ثم قال ـ الذهبي ـ: وعن عبدالله بن عمرو , قال: كان الحكم يجلس إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وينقل حديثه إلى قريش , فلعنه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن يخرج من صلبه إلى يوم القيامة , ثم قال: تفرد به سليمان بن قرْم وهو ضعيف.
قلت ـ الغماري ـ: كيف يدعي تفرده به , وهذه الطرق كلها مثله , وإنما يدعي التفرد فيما لم يأت به غيره ... وقد روي خبر لعن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحكم وبنيه في صلبه من طرق أخرى من حديث جماعة آخرين من الصحابة , أعرض عنها الذهبي.
والمقصود التنبيه على تدليس الذهبي في شأن بني مروان؛ بل التناقض الظاهر والتحيز الباهر.
فسبحان من ابتلى أهل الشام بحب بني مروان , والانحراف عن آل البيت الأطهار.
ومن رأى كلام ابن كثير , عرف أن الذهبي لاشيء بالنسبة إليه.
وأما شيخهما ابن تيمية فهو عدو آل البيت الأكبر , كما أنه عدو أهل الله.
فالحمد لله الذي عفانا مما ابتلاهم به , وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً ... اهـ.
قلت ـ خالد الأنصاري ـ: والمطلع على كلام الغماري يعلم علماً يقينياً من هو المدلس والكاذب , ومن هو عدو آل البيت أصلاً.
قاتل الله التعصب المقيت الأعمى , وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولو تفضلت أخي المكرم , انظر تناقض الغماري في علم الذهبي وابن كثير في مقالي المنشور على صفحات هذا الملتقى المبارك , والمسمى " مراتب العلماء ".
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[19 - 12 - 04, 02:06 م]ـ
وذكر أيضاً (ص 23 ـ فائدة 34) من " الجؤنة " أيضاً , ما نصه:
ـ دليل اتخاذ السبحة:
في ترجمة أبي الدرداء عنه أنه قيل له: كم تسبح في كل يوم ـ وكان لا يفتر من الذكر ـ؟ فقال: مائة ألف إلا أن تخطيء الأصابع ...
قلت ـ الغماري ـ: ولهذا اتخذ الصوفية السبحة لأنها لاتخطيء ... وقد كان لأبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - خيط فيه ألف عقدة يديره كل يوم عشر مرات بالتسبيح والاستغفار.
وهو الأصل في اتخاذ السبحة ...
قلت ـ خالد الأنصاري ـ: لو سلمنا للغماري صحة هذا الأمر (وهو ليس بصحيح) , فهل فعل الصحابي حجة بجانب قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفعله , وأيهما يعمل به , وهل قول الصحابي مقدم على قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفعله؟
ويكفينا شاهداً ما روي عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإسناد صحيح أنه لما دخل على امرأة ووجدها تسبح بالحصى ..... القصة معروفة.
وكذلك قصة ابن مسعود التي في سنن أبي داود بإسناد صحيح لما دخل على أناس في المسجد ورآهم يسبحون بالحصى ..... والقصة أيضاً معروفة ومشهورة.
فهل ذهل الغماري عن هذه الآثار الصحيحة!! , أم أنه لم يقرأها!!
لعل الحافظ الإمام الحجة خانه حفظه!! , أم تراه يضعفها!!
الله أعلم.
¥