ثم أخبر أمير المدينة بذلك أيضاً , وأنه جاء إلى المدينة أعمى , ثم حصل له هذا بمعجزة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فقبّح الله القرنيين و التيميين أعداء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وحرمهم من شفاعته وبركة التوسل بجاهه العظيم ... آمين.
وحدثني في السنة الماضية سنة تسع وستين ـ وأنا بمكة ـ , صديق لي من أهل المدينة , وحلف على ذلك مراراً , قال: دخلت الحرم الشريف في منتصف النهار , وفي عطش شديد , والحرم فارغ ليس به أحد , وذلك في غير أيام الحج , فمددت يدي لقلة من القلل الموضوعة للشرب , فلما قربتها من فمي , سمعت صوتاً من ناحية الحجرة الشريفة: لا تشرب!!! قال: فالتفت يميناً وشمالاً فلم أر أحداً , ثم عدت لأشرب , فسمعت صوتاً آخر أعلى من الصوت الأول: لا تشرب!!! قال: فدهشت , ووضعت القلة متفكراً , وإذا قد خرج منها برص ـ يعني وزغاً كبيراً ـ!!! فعلمت أن ذلك بركة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ومعجزاته.
ثم بعد أداء النسك والذهاب إلى المدينة , اجتمعت بهذا الصديق أيضاً , ثم صار يتحدث معي إلى أن ذكر لي هذه الكرامة ناسياً أنه حدثني بها بمكة , فما زاد فيها ولا نقص , وحلف على ذلك؛ فعلمت أنه صادق.
قلت (خالد الأنصاري): هذه هي عقلية الغماري وفكره وعقيدته , تصديق بالدجل والخزعبلات والخرافات , على أنها كرامات؛ بله معجزات.
وقد دلس الغماري كعادته , واتهم الحافظ بإيراد القصة كاملة , فإني أدعوك لمطالعتها في " إنباء الغمر " 8: ص 212 ـ 213 , فإن الحافظ لم يوردها بتمامها , وقال في آخرها (والله أعلم).
وإنما الذي أوردها بتمامها تلميذه السخاوي في " الضوء " 3: ترجمة رقم 919: ص 245 , قال في ختامها (فمن توسل بجنابه لا يخيب).
وبهذا تشدق الغماري , فالحافظ نسب صحة هذه القصة من حيث الصدق أو الكذب إلى علم الله , لأنه هو المطلع على السرائر , فكان يجدر بالسخاوي أن يتبع شيخه في هذا؛ لا أن يزيد الطين بلة , وهو المعلوم عنه شدة التحري في صحة النقل والمنقول , فعجبت منه كيف يصدق هذا الكذب والدجل!!!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[21 - 12 - 04, 07:40 م]ـ
وذكر في " الجؤنة " (ص 53 ـ 54 / فائدة 89) , مانصه:
ـ من كشوفات المجاذيب:
حدثني الأستاذ عبدالسلام غنيم الضرير أحد صالحي علماء الأزهر , قال: كنت أيام الطلب أتردد لزيارة شيخي في الطريق لأذكر الله معه كل يوم جمعة , وكان يسكن بإمبابة , ففي يوم جمعة لم يكن معي إلا قرش واحد , فصرت أقول في نفسي: هل أزور الشيخ وأركب الطرمواي بهذا القرش وآكل الرغيف بدون غموس ... أو أترك زيارته اليوم وأشتري بالقرش فُولاً مُدَمِساً آكل به الرغيف ... وكنت في حال هذا الخاطر ماشياً بالسكة الحديدة , فإذا محمد عبدالسلام المجذوب أتى إليّ , وقال لي: بل اذهب إلى زيارته وكل الرغيف حافْ!!!!
وصدور مثل هذا من أهل الجذب لايدخل تحت العدّ والإحصاء , ولا تمكن الإحاطة به لمخلوق من كثرته؛ وقد وقع لنا من هذا الكثير.
من ذلك أنه زارني المجذوب مولاي أحمد العروسي الطرداني بالقصر الكبير لأول مرة عرفته فيها , فلما دخل وصار يتكلم , دخلت يدي تحت ثوبي وأخرجت سبعة ريال لأعطيها إياه إذا أراد الذهاب , ثم خطر لي خاطر في نفسي , وقلت: هذا مجذوب ماذا يصنع بالدراهم , فما استتم لي هذا الخاطر حتى قال بيدي علي بن حمدوش , قال: الهدية إذا خرجت لا ترجع , فدفعت إليه ما في يدي , ثم أطال الجلوس معي , وكنت تركت طفلاً ابن أخي بطنجة مريضاً , وكنت أحبه كثيراً , فتعلق خاطري وخفت أن يكون اشتد به المرض , أو نزلت به آفة , فقال لي في الحال: لآ بأس والكل بخير؛ أو ما كائن إلا الخير.
ولو ذكرنا ما حصل لنا مع هذا الولي وحده؛ سطرناه في كراستين أو ثلاثة.
وحدثني جماعة من المصريين منهم محمد بن عبدالوهاب الليثي , عن المجذوب محمد بن عبدالسلام ـ المتقدم له تلك الكرامة مع عبدالسلام غنيم ـ , أنه كان يجلس في المقهى , فإذا حصل له حال صار يبول في الكوز ويشرب بوله , وكان إذا جلس أحد بجنبه يأخذ بيده فيضعه على ذكره , ويأمره أن يبقى ماسكاً به إلى أن يأذن له!!! قال (الغماري): وكنا مرةً جلوساً , فجاء بعض علماء الأزهر المعروفين بعدم الإعتقاد؛ بل وبالميل إلى مذهب القرنيين , فجلس معنا , فقال له المجذوب: إدفع قرشاً ثمن براد الشاي , وخذ الآن بدله مائة!! وصار يمتنع من ذلك , فقلنا له: إنما هو قرش؛ فإن صدق فستربح , وإن لم يصدق فليس في دفع القرش الواحد ما يضر ... وكنا في مقهى في شارع الكحكيين قريباً من الأزهر , فدفع ذلك الأستاذ القرش , وقام قاصداً الأزهر , فلما وصل باب الأزهر قابله أحد المكلفين فأخبره بأنه وردت زيادة لأئمة المساجد , وهي جنيه واحد ـ مائة قرش ـ في مرتبهم , فادخل إلى الإدارة لتمضي على الورقة وتأخذ الجنيه ... فدخل وأخذ المائة التي وعده بها المجذوب!!! فما آمن بخصوصية أهل الله , ولا كاد؛ بل هو اليوم من أغنى الناس على أهل الله {ومن يضلل الله فلا هادي له}.
قلت (خالد الأنصاري): انظروا إلى هذه الكرامة , رجل به شذوذ يأمر الناس بأن يمسكوا ذكره , ويكشف عن عورته , ويشرب من بوله .... ويسمى عارفاً بالله.
هذا هو الغماري , وهذه أحواله , وهذا هو مقاله!!!
هل الغماري إمام محدث لم تنجب الأمهات مثله ـ كما يتفوه بذلك البعض ـ؟؟؟؟؟
أظن بأن الجواب واضح , ولا يحتاج إلى تفكر وتأمل وتدبر.
¥