ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 12 - 04, 01:27 م]ـ
إخوتى في الله أحبكم في الله،
إن الذي ذكرته هو ما دل عليه الكتاب والسنة. وكتب ابن تيمية وابن القيم مليئة بذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله غي مجموع فتاواه (7/ 22 فما بعدها)
"والمقصود هنا أن كل عاص لله فهو جاهل وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله وانما يكون جاهلا لنقص خوفه من الله إذ لو تم خوفه من الله لم يعص ومنه قول ابن مسعود رضى الله عنه كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا وذلك لأن تصور المخوف يوجب الهرب منه وتصور المحبوب يوجب طلبه فاذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على انه لم يتصوره تصورا تاما ولكن قد يتصور الخبر عنه وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور المخبر عنه وكذلك اذا لم يكن المتصور محبوبا له ولا مكروها فان الانسان يصدق بما هو مخوف على غيره ومحبوب لغيره ولا يورثه ذلك هربا ولا طلبا وكذلك اذا اخبر بما هو محبوب له ومكروه ولم يكذب المخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بأمور اخرى عن تصور ما أخبر به فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب
وفى الكلام المعروف عن الحسن البصرى ويروى مرسلا عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "العلم علمان (فعلم فى القلب وعلم على اللسان فعلم القلب هو العلم النافع وعلم اللسان حجة الله على عبادة"
وقد أخرجا فى الصحيحين عن ابى موسى عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انه قال "مثل المؤمن الذى يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذى لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولاريح لها ومثل المنافق الذى يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذى لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها " وهذا المنافق الذى يقرأ القرآن يحفظه ويتصور معانيه وقد يصدق انه كلام الله وان الرسول حق ولايكون مؤمنا كما ان اليهود يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وليسوا مؤمنين وكذلك ابليس وفرعون وغيرهما لكن من كان كذلك لم يكن حصل له العلم التام والمعرفة التامة فان ذلك يستلزم العمل بموجبه لامحالة ولهذا صار يقال لمن لم يعمل بعلمه أنه جاهل كما تقدم وكذلك لفظ العقل وان كان هو فى الأصل مصدر عقل يعقل عقلا وكثير من النظار جعله من جنس العلوم فلابد ان يعتبر مع ذلك انه علم يعمل بموجبه فلا يسمى عاقلا من عرف الخير فطلبه والشر فتركه ولهذا قال اصحاب النار "لو كنا نسمع او نعقل ما كنا فى اصحاب السعير" وقال عن المنافقين "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ومن فعل ما يعلم انه يضره فمثل هذا ماله عقل فكما ان الخوف من الله يستلزم العلم به فالعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته فالخائف من الله ممتثل لأوامره مجتنب لنواهيه وهذا هو الذى قصدنا بيانه اولا ويدل على ذلك ايضا قوله تعالى "فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذى يصلى النار الكبرى"
فأخبر ان من يخشاه يتذكر والتذكر هنا مستلزم لعبادته قال الله تعالى هو الذى يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر سيذكر من يخشى سيتعظ بالقرآن من يخشى الله وفى قوله (وما يتذكر إلا من ينيب) انما يتعظ من يرجع الى الطاعة وهذا لان التذكر التام يستلزم التأثر بما تذكره فان تذكر محبوبا طلبه وان تذكر مرهوبا هرب منه ومنه قوله تعالى سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لايؤمنون وقال سبحانه انما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فنفى الانذار عن غير هؤلاء مع قوله سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون فأثبت لهم الانذار من وجه ونفاه عنهم من وجه فان الانذار هو الاعلام بالمخوف فالانذار مثل التعليم والتخويف فمن علمته فتعلم فقد تم تعليمه وآخر يقول علمته فلم يتعلم وكذلك من خوفته فخاف فهذا هو الذى تم تخويفه واما من خوف فما خاف فلم يتم تخويفه وكذلك من هديته فاهتدى تم هداه ومنه قوله تعالى هدى للمتقين ومن هديته فلم يهتد كما قال واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فلم يتم هداه كما تقول قطعته فانقطع وقطعته فما انقطع
فالمؤثر التام يستلزم اثره فمتى لم يحصل اثره لم يكن تاما والفعل اذا صادف محلا قابلا تم والا لم يتم والعلم بالمحبوب يورث طلبه والعلم بالمكروه يورث تركه ولهذا يسمى هذا العلم الداعى ويقال الداعى مع القدرة يستلزم وجود المقدور وهو العلم بالمطلوب المستلزم لارادة المعلوم المراد وهذا كله انما يحصل مع صحة الفطرة وسلامتها" اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 12 - 04, 02:31 م]ـ
ولذلك ابق على كلامك الأول أخي المنيني حفظك الله
ـ[المنيني]ــــــــ[13 - 12 - 04, 11:28 م]ـ
فتح الله عليك ومن عليك بغيرماتقدم ايضا من الحكم والعلم
وننتظر المزيد في طريقنا الي الله تعالي
احبك الله وجمعنا في روضات الجنات