تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثوري رحمة الله - والله تعالى يقول: (فليحذرالذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم): أتدري ماالفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله - أي بعض قول الرسول صلى الله عليه وسلم - يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك " اهـ؛ هذا قول الإمام أحمد، فالشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب هو على مذهب الإمام أحمد، إمام أهل السنة، ولكنه لا يتعصب لمذهب أحمد، بل متى وجد الدليل مع غيره أخذ بالقول الذي عليه الدليل، وهذا موجود في فتاواه وفي رسائله، موجود معروف مدون. هذا في الفقه، أما في العقيدة فهو على عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة الأربعة). (رد شبهات حول دعوة المجدد الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ص 35 - 37).


أخيرًا: يقول الدكتور ناصر القفاري رادًا على التلبيس السابق:

(لقد توهم بعض الناس أن تعدد المذاهب الفقهية هو تعدد في الاتجاهات العقدية، ويبدو أن هذا الوهم قديم، ففي عصر ابن تيمية رُفع إليه سؤال يطلب منه صاحبه بيان الاعتقاد في مسألة وفق مذهب الشافعي، فأجابه الشيخ: بأن مذهب الشافعي هو مذهب سائر الأئمة، ومذهب الأئمة هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة. وفي مجلس المناظرة المعقودة بشأن الواسطية قال الحاكم الذي يحضر المناظرة: "أنت صنفت اعتقاد الإمام أحمد، فتقول هذا اعتقاد أحمد .. " فأجابه شيخ الإسلام: بأن هذه عقيدة الأئمة وسلف الأمة التي تلقوها عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، فهذه "عقيدة محمد، صلى الله عليه وسلم". (الفتاوى: 3/ 169).< o:p>

ولم يقتصر الأمر على مجرد توهم الاختلاف عند بعض العامة، بل تبعه في عصرنا ترويج لهذا المفهوم وإشاعة له، وبلغ الأمر أن أقيمت مراكز، وصنفت كتب، وصدرت مقالات في دوريات تتبنى هذه المفاهيم الخاطئة؛ فمثلاً: قامت (دار التقريب) في مصر وكان شعارها ومنهجها التقريب بين المذاهب الستة! أي التقريب بين المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي والزيدي والاثني عشري، أي إنها جعلت المذاهب الأربعة كالفرق المبتدعة المخالفة للسنة في الاعتقاد سواء بسواء!!

وهذا تلبيس عظيم، حيث يُفتعل خلاف لا وجود له، وفرقة بين المذاهب الفقهية لا مكان لها، ويُدعى تقارب بين فرق بدعية الخلافُ معها قائم في أصول الاعتقاد؛فيوهم الناس أن الخلاف بين الحنابلة والشافعية كالخلاف مع الرافضة، أي أن الخلاف في مسائل الاجتهاد كالاختلاف في أصول الاعتقاد، أو أنه لا اختلاف مع الرافضة في الاعتقاد، إنما هي خلافات يسيرة في أمور الفروع، أي أن ما عند الروافض من عقائد باطلة هي حق، وهذا حكمٌ على الباطل بأنه حق، وصد لأبواب الهداية أمام المغرر بهم من الرافضة حيث يعتقدون أن ما عند السنة لا يختلف عما عندهم؛ فيبحثون عن ضالتهم في غير السنة، أو يشكون في الإسلام ذاته إذا رأوا أن ما هم عليه فاسد في العقل، ومخالفٌ للفطَر، وقيل لهم إن هذا بعينه هو ما عند أهل السنة). (أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة، ص 51 - 52).

قلت ُ: فليحذر أهلُ الإسلام من تلبيس أهل الباطل الذين يريدونَ صرفَهم عن الحق إلى باطلهم، أو ثنيَهم عن التمسك به، وليخبروهم أن لامكان في هذه البلاد لغير " أهل السنة "؛ وأما غيرهم من المنافقين وأهل البدع فإنهم يعيشون فيها مكبوتين غير ظاهرين؛ إلى أن يلحقوا بركب المؤمنين.

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 12 - 04, 06:06 ص]ـ
هذا رابط الحلقات السابقة: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm

أرجو من الإخوة الكرام تزويدي بملاحظاتهم وتوجيهاتهم؛ لأني أنوي طبعها بعد اكتمال الحلقات في كتيب بهذا العنوان " ثقافة التلبيس" - إن شاء الله -.
والله يرعاكم ..

ـ[آل نظيف]ــــــــ[01 - 01 - 05, 12:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم على بيان الحق وإفحام المبتدعة والملاحدة والعصرانيين والمنافقين.

ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 01:19 ص]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ

ـ[شهاب الدين]ــــــــ[23 - 01 - 05, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير