"الثانية هذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة لأنه جعل لمن بعدهم حظا في الفيء ما أقاموا على محبتهم وموالاتهم والاستغفار لهم وأن من سبهم أو واحدا منهم أو اعتقد فيه شرا أنه لا حق له في الفيء روى ذلك عن مالك وغيره قال مالك من كان يبغض أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيء المسلمين ثم قرأ والذين جاءوا من بعدهم "
تفسير القرطبي 18/ 32 قال النووي:
"واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح قال القاضي وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل وقال بعض المالكية يقتل"
شرح النووي على صحيح مسلم 16/ 93
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
"ونحن نرتب الكلام في فصلين احدهما في حكم سبهم مطلقا والثاني في تفصيل احكام السب أماالاول فسب أصحاب رسول الله حرام بالكتاب والسنة أماالاول فلإن الله سبحانه يقول ولا يغتب بعضكم بعضا وأدنى أحوال الساب لهم أن يكون مغتابا وقال تعالىويل لكل همزة لمزة والطاعن عليهم همزة لمزة ..... "
الصارم المسلول 3/ 1067
ثم ذكر شيخ الإسلام الأدلة من القرآن والسنة على حرمة سب الصحابة وعقوبة الساب وأدلة كل من قال أنه يؤدب ومن قال يقتل، ولا زم قول الساب من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسط المسألة بما لا يسع المقام ذكره هنا.
قال:
"وأما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك فهذا هو الذي يستحق التاديب والتعزير ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من العلماء وأمامن لعن وقبح مطلقا فهذا محل الخلاف فيهم لتردد الامر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد"
الصارم المسلول 3/ 1110
وقد عد الذهبي سب الصحابة من الكبائر في كتابه الكبائر (ص233 - 237)
قال ابن كثير:
"وقد ذهب طائفة من العلماء إلىتكفير من سب الصحابة وهو رواية عن مالك بن أنس رحمه الله وقال محمد بن سيرين ما أظن أحدا يبغض أبا بكر وعمر وهو يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي 3685
تفسير ابن كثير ج: 1 ص: 487
قال ابن السبكي: ((أجمع القائلون بعدم تكفير من سب الصحابة على أنهم فساق)). فتاوى السبكي 2/ 580
قال الشيخ سليمان العلوان:
"ولا أحسب أحداً ينقب عن عثرات الصحابة ويبحث لهم عن الزلات المبنية على الشبه الواهية إلا وقد رخص عليه دينه".
الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار ص 50
===============
فاتضح بهذه النصوص: أن أهل العلم جعلوا كل تنقص للصحابة سبا، وأمروا بتأديب فاعله فأين ما ادعاه الكاتب من أن اللعن فقط هو السب المنهي عنه؟؟ ليفتح الباب أمام كل متطاول على الصحابة أن يقول فيهم ما يشاء من السب، لكن لا يلعن كما فعل هو!!
خطورة القول الذي تبناه الكاتب، تحايل على النص النبوي الناهي عن سب الصحابة، تسوغ سب الصحابة لكن لا تلعن وقل بعد ذلك ما شئت من أنواع السب، واتهم أبا بكر بأنه قاتل أهل الردة من أجل الملك، ووو، ولا أظن أن الرافضة كانوا يحلمون في يوم من الأيام أن يأتي سني ويهدي لهم هذه الهدية، لا بأس بشتم الصحابة ما لم يكن هناك لعن.
==================
و الكاتب مثالا لما تقدم فهو أول ضحايا قاعدته هذه فقد سب بعض الصحابة وجدع وهذه أمثلة من كتابه، بين الكاتب أنه ألف كتابه لبيان كيف أدخل معاوية هذه الأمة في تيه الاستبداد وبدون هذا الإدراك؛فإن الأمة ستظل في هذا التيه، فهي لا يمكن أن تخرج منه إلا إذا فضحت المستبدين، ولا يمكن ذلك إذا كان المستبدين من الصحابة الذين أدخلوها في هذا التيه مسكوت عنهم بل يبرر ما فعلوا، كذا زعم.
قال في مقدمة كتابه ص 29
"فإن الأولوية اليوم هي كشف فضائح المستبدين، وتجريدهم من أي شرعية أخلاقية أو تاريخية.
... لكن كشف فضائح المستبدين المعاصرين غير ممكن ما دام الحديث عن الانحرافات السياسية التي بدأت في عصر الصحابة مطبوع بطابع التبرير والدفاع، لا بطابع الدراسة المجردة الهادفة إلى الاعتبار، وما دام الحديث عن تلك الفتن والخلافات السياسية يتحكم فيه فقه التحفظ، لا التقويم."!!!
¥