تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 05:33 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واقتفى أثره إلى يوم أن نلقاه وبعد.

الإخوة الأحبة:

إن الكلام على ما يقال عنه الإعجاز العلمي ومنه العددي، فيه نزاع لا يخفى على طالب العلم من حيث أصل وجوده بهذا المسمى.

بيد أن الذي يخفى على كثير من الناس في هذا الباب أن المضمون العلمي الموجود في القرآن والسنة على السواء يعد في منطوقه وبيانه من القوانين العلمية التي يقوم عليها الخلق وفق قانون السببية الذي أوجده الله تبارك وتعالى فيه وهو لا يتغير ولا يتبدل.

أما ما يدخل على باب الاجتهاد والظنيات فهو لا يعد دليلا معتبرا في الباب العلمي اليقيني، لأنه خاضع للنظريات ولا تنطبق عليه شروط القوانين، ومن جملة ذلك ما يسمى بالإعجاز العددي.

وليس الغرض الآن تناول نقضه وبيان فساده، بل الغرض بيان بطلان دعوى ذاك الرافضي في دعواه، لا على باب التتبع إذ لك يطول دون فائدة ولا جدوى علمية ولا شرعية وإليك بيان فساد قوله بمجرد النظر في بعض كلامه.

أولا: إن عود الرافضي إلى آيات القرآن والاحتجاج به على المسلمين من أهل السنة، فيه رد وإبطال لدعوى الروافض الطاعنين فيه.

ثانيا: إن من المعلوم أن مسألة الإمامة عند الرافضة تعد من المسائل النصية، بيد أننا نرى الكاتب هنا يعتبرها لغزا محيرا يحتاج إلى حاسوب للجمع والطرح، وعالم في الرياضيات يصحح ويخّطيء.

ثالثا: إن الرافضي جاء بطريقته الحسابية للتدليل على وجود الأئمة الاثنى عشر عدديا وهذا لو صح لما كان منصوصا عليه وفق ما يدعيه أئمة الشيعة الروافض، بل يمكن أن ينازعهم غيرهم من الطوائف في تعيين المراد بالاثنى عشر.

رابعا: إن قول الرافضي (ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة وهذا العدد مطابق لعدد الأئمة المعصومين الاثني عشر أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم الإمام المهدي (عج)).

قلت: لي على هذا الكلام ملاحظات: إن معنى الإمامة في المقصد الشرعي إذا نسب إلى أمة التوحيد وقادتها يكون موضعه موضع مد لا ذم.

لكننا نرى هذا الدعي قد أدخل في عموم حسابه ليصل إلى الإثنى عشر عدا قد أدخل أأئمة الضلالة والنار في حسبته كما في قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ} (41) سورة القصص.

وقوله تعالى: {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} (12) سورة التوبة.

الملاحظة الثانية: لقد ذكرالرافضي في حجته ما لا علاقة له بمعنى الإمامة العامة أصلا كما في قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {74} الفرقان.

الملاحظة الثالثة: أن الدعي الرافظي قد ذكر الأئمة الاثنى عشر بلا بين ولا دليل محمك بل افترض أن الآيات تتكلم عنه، وفي أقل الأحوال نقول بل هم أبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وووو.

فزال الإشكال إذ هؤلاء هم السادة وهم أئمة الهدى المتبعون سنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

خامسا: قال الرافضي: (وردت عبارة هم المفلحون في القرآن الكريم 12 مرّة في الآيات التالية).

قلت: لي عليه ملاحظات:

الأولى: قوله (وردت كلمة عبارة وهم المفلحون). بما أن المتكلم رافضي فلا بد من التنبه على أصل عقيدته في القرآن وهو أنه عبارة عن كلام الله كما هو على أصول الأشاعرة ومن قبل المعتزلة

الثانية: إن هذه الكلمة لا تتناسب مع عموم ما جاء في كلمة (أئمة) إذ يتنافى الفلاح مع أئمة الكفر والنار.

الثالثة: أن هذا الرجل لما حسب كلمة أمام، جمعها ومشتقاتها، لكننا نراه هنا استثنى المشتقات والاشتقاقات، بدون قاعدة ولا حجة، ولو فعل لبلغ العدد عنده على ما يقارب (40) كلمة، لكن ذلك لا يناسبه.

وكذا القول في كل ما ادعاه وزعمه في التدليل على مذهبه وهو من الباطل المذكور.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير