ثم صاغ تلك القواعد التي أراد أن يصل من خلالها إلى ما أراد من طعن في معاوية وعمرو بن العاص.
فالقاعدة ـ الرابعة. ـ والخامسة. ـ والسادسة. ـ والسابعة ـ والثالثة عشرة ـ والرابعة عشرة ـ والسابعة عشرة ـ والثامنة عشرة والقواعد الثلاث الأخيرة فهي كلها في تبرير هذا الطعن والتقعيد له.
والقاعدة ـ الخامسة عشرة وـ السادسة عشرة و ـ التاسعة عشرة فهي في إزالة كل عائق شرعي يقف في وجه هذا الطعن.
وأما القاعدة ـ الحادية عشرة فهي لبيان حدود هذا الطعن
وأما القاعدة ـ التاسعة ـ والثانية عشرة ووقفة ملاحظات على منهج ابن تيمية وحوار مع مدرسة التشيع السني، فهي في الهجوم على كل من لا يرى في الصحابة رأي المؤلف وخاصة في الطعن على معاوية.
وجميع الطعون التي طعن بها المؤلف في معاوية مأخوذة من كتب معروفة.
فنظرية تأثر معاوية بالحكم الجاهلي في عهده إلى يزيد بالملك أخذها عن أحمد أمين "يوم الإسلام "ص 66 و أحمد رمصان "الخلافة في الحضارة الإسلامية "ص 84 وسعيد الأفغاني "عائشة والسياسة" ص 278
وأما نظرية ارتكابه بهذا العهد كبيرة من الكبائر يضيفها إلى ذنوبه الأخرى فأخذها الكاتب من كل من.
أحمد الشريف "دور الحجاز في الحياة السياسية" ص 417
وأمين الريحاني في الأعمال الكاملة 6/ 36
وأكبر شاه خان "تاريخ الإسلام "2/ 48
وأن عليه أثمها وأثم من عمل بها أخذها من عبد القادر عودة كما في كتابه " الإسلام و أوضاعنا السياسية" ص 159
وفي الكتاب رائحة العلمانية ويتضح ذلك من جعله الخلافة منصبا دنيويا وكل من يطلبه يطلبه من أجل الدنيا، مع أن منصب الإمامة عند المسلمين منصب ديني لا دنيوي كما يأتي من تعريف أهل العلم لها.
قال في ص 71
ومن الاعتراف بحدود الكمال البشري عدم تنزيه غير المعصوم عن الهوى والطموح الدنيوي مهما سمت مكانته، وعلا كعبه.
وقال في ص72
وقد طبق ابن تيمية هذا المبدأ على موقف سعد ليلة السقيفة ..
والآن نعرض كلام أهل العلم في موضوع الإمامة الموضح أنها منصب ديني لا دنيوي.
قال الماوردي:
" الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به "
الأحكام السلطانية ص 5
وقال إمام الحرمين:
" الإمامة رياسة تامة، وزعامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين و الدنيا "
غياث الأمم في التياث الظلم ص 15
وقال العلامة ابن خلدون:
" هي حمل الكافة علي مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبار بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به "
مقدمة ابن خلدون ص 190
ولتأكيد ما ذكرنا من أن منصب الإمامة منصب ديني ينظر مقاصد الإمامة في كتاب "الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة " للشيخ الدميجي
ص 69 ـ 122
الفكرة العامة للكتاب،أخذها الكاتب من كتاب "الحريّات العامّة" لراشد الغنوشي: كما قال فيه متحدثا عن طرق الوصول إلى الحكم وهو يتكلم عن الاستخلاف: "ويشعر المرء بالقرف من استمرار هذا العفن قائماً في تراثنا الديني وفكرنا السياسي، ويضع يده مباشرة على هذه الألغام التي قوّضت حضارة الإسلام وأسلمتنا إلى الانحطاط، إنّه من غير ثورة شاملة تطيح بهذه السموم التي لا تزال تجري في دماء الأمّة وتشلّ طاقتها وتجهض انتفاضتها، وتحبط أحلام نهضتها، فلا أمل في انطلاقة متينة قويّة قاصدة منتجة الحضارة من جديد في أمّتنا). [ص162].
ويقول: (فويل لتاريخ الازدهار من ليالي الانحطاط، هل نحن أهل لوراثة الخلافة الراشدة ونحن نلقي عليها بمزابل انحطاطنا؟). [نفس الصفحة].
يقول عن معاوية رضي الله عنه: (الوالي المنشق معاوية بن أبي سفيان، وقد غلبت عليه - غفر الله له - شهوة الملك وعصبيّة القبيلة، فلم يكتف بأن انتزع الأمر من أهله بل ومضى في الغيّ!! لا يلوي على شيءٍ حتّى صمّم على توريثه كما يوّرث المتاع لابنه وعشيرته، فجمع في قصّته المشهورة ثلّة من المرشّحين للخلافة من الجيل الثّاني من الصحابة، وأمام ملأ من النّاس قام أحد أعوانه يخطب بصفاقة ... وحينئذ بدأ مسلسل الشّر والفساد، مكرّساً الدكتاتوريّة والوصاية والعصمة، مقصياً الأمّة عن حقّها، مبدّداً طاقتها في جدلٍ عقيم حول الخلافة والاستخلاف ".
¥