"ومعاوية ممن حسن إسلامه باتفاق أهل العلم ولهذا ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه موضع أخيه يزيد بن أبي سفيان لما مات أخوه يزيد بالشام وكان يزيد بن أبي سفيان من خيار الناس وكان أحد الأمراء الذين بعثهم أبو بكر وعمر لفتح الشام يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل ابن حسنة وعمرو بن العاص مع أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد فلما توفي يزيد بن أبي سفيان ولى عمر مكانه أخاه معاويه وعمر لم يكن تأخذه في الله لومة لائم وليس هو ممن يحابى في الولاية ولا كان ممن يحب أبا سفيان أباه بل كان من أعظم الناس عداوة لأبيه أبي سفيان قبل الإسلام حتى أنه لما جاء به العباس يوم فتح مكة كان عمر حريصا على قتله حتى جرى بينه وبين العباس نوع من المخاشنة بسبب بغض عمر لأبي سفيان فتولية عمر لابنه معاوية ليس لها سبب دنيوي ولولا استحقاقه للإمارة لما أمره ثم إنه بقى في الشام عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة ورعيته من أشد الناس محبة له وموافقة له وهو من أعظم الناس إحسانا إليهم وتأليفا لقلوبهم"
منهاج السنة النبوية ج: 4 ص: 382
ثانيا الوليد ابن عقبة.
أي انتقاد يوجه إلى عثمان في توليته للولد ابن عقبة فيشترك فيه معه أبو بكر وعمر فكل منهم ولى الوليد.
فقد كان الوليد حامل الرسائل الحربية السرية التي كانت بين أبي بكر وخالد بن الوليد في وقعة المذار مع الفرس.
تاريخ الطبري 4/ 168
وولاه صدقات قضاعة.
وولاه عمر الجريرة.
تاريخ الطبري 5/ 28
وقد قال الإمام الشعبي ـ وهو من هو في علمه ودينه ـ عنه بعد أن ذكروا له غزو مسلمة بن عبد الملك " كيف لو أدركتم الوليد،وغزوه، وإمارته، إنه كان ليغزوا، فينتهي إلى كذا، وكذا، ما نقض، ولا انتقص عليه أحد حتى عزل عن عمله ".
وقد كان الوليد رضي الله عنه أحب الناس إلى الناس وأرفقهم بهم، وقد مضى خمس سنين، وليس في داره باب.
تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان ص 306
ولما ظهر من الوليد ما يكره لم يحابه عثمان فأقام حكم الله فيه وعزله عن عمله.
سعيد ابن العاص.
لن نطيل في أمره سأنقل كلمات للأمام الذهبي تبين حاله نكتفي بها.
قال الذهبي في ترجمة سعيد بن العاص: " كان أميرا شريفا جوادا ممدحا حليما وقورا ذا حزم وعقل يصلح للخلافة.
سير أعلام النبلاء 3/ 447
عبد الله بن سعد بن أبي السرح.
ومنتقد عثمان على توليته يلزمه نقد عمر فقد ولاه صعيد مصر، لكن ما ذا يقول التاريخ عن عبد الله بن سعد بن أبي السرح؟.
قال المقريزي عنه: " ومكث أميرا مدة ولاية عثمان رضي الله عنه كلها محمودا في ولايته "
الخطط 1/ 299
وقال عنه الذهبي: " لم يتعد،ولا فعل ما ينقم عليه، وكان أحد عقلاء الرجال، وأجوادهم ".
سير أعلام النبلاء 3/ 34
عبد الله بن عامر بن كريز.
تكشف سيرة هذا الفتى عن فراسة عثمان في الولاة. هذا الشاب الذي ولاه عثمان وهو في الخامسة والعشرين كان أهلا لما أولي من عمل، يحدثنا الدكتور أكرم ضياء الدين العمري عنه: " وقد قام هذا الوالي الشاب بإصلاحات كثيرة في نظم الري والزراعة بشق ترع والأنهار وتنظيم مدينة البصرة وتوسيع مسجدها وسوقها وتوفير المياه في طريق الحج لأهلها، ازدهرت الصرة اقتصاديا، ومتد نفوذ واليها إلى عمان والبحرين وسجستان وخراسان وفارس والأهواز، حيث عين عبد الله بن عامر الولاة على هذه البلدان، وقد حافظ عبد الله بن عامر على مكانته عند أهل البصرة حتى نهاية ولا يته مما يدل على مقدرة عالية في القيادة والسياسة رغم أنه تولى البصرة وهو في الخامسة والعشرين من عمره ".
عصر الخلافة الراشدة ص 133
ومن أهم أعماله الكبار قضاءه على دولة الفرس بقضائه على آخر ملكهم يزدرجرد فتلاشت بعده آمال الفرس في إعادة مملكتهم.
أما مروان فنؤجل الكلام عليه إلى وقفة مدرسة التشيع السني.
وبعد هذا النقل الواضح المبين أن عثمان لم يؤثر قرابته بالمناصب والأموال كما زعم الكاتب، وأنه لم يول منهم إلا من كان أهلا للولاية؛ تتلاشى مزاعم الكاتب عن أخطاء عثمان السياسية، فهو بناها على هذا الزعم وبعد أن دك التاريخ الصحيح أساسه فلابد من سقوط ما بني عليه.
وتطير رياح الحقيقة في الهوى قوله في ص 122
" فتأول ابن تيمية لعثمان ليس مبنيا على تصويب لسياسات عثمان رضي الله عنه، وإيثاره لأقاربه بالولايات والمال .. "
¥