تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لابتعاد عن المصادر المعادية للصحابة مما كتبه عنهم أعداء هذا الدين من الرافضة والمستشرقين وعلمانيي وزنادقة العرب، الساعين في إقناع المجتمعات المسلمة أن تترك دينها بشتى الوسائل وكان من هذه الوسائل محاولة إقناعها أن الدين خرافة لا يمكن أن يتحقق في الواقع، ولما كان الصحابة في أعين المجتمعات المسلمة هم المثال الحي للتدين الصحيح وأنهم قد بلغوا فيه الغاية الممكنة للبشر، فلابد عند هؤلاء الشياطين من إقناع هذه المجتمعات بإن هذا الذي يذكر عن الصحابة خرافة، فتختلق من أجل هذا المبدأ الخبيث الأكاذيب في مثالب الصحابة، وتفسير أعمالهم إلى أسوأ احتمال، من تكالب على الدنيا، وحرص عليها وعلى لذاتها كغيرهم من البشر.

قال الشيخ محمد قطب حفظه الله:

" وهذه الأمة ـ أو قل بالتحديد قرونها المفضلة الأولى ـ قامت بتطبيق مثالي لهذا الدين في عالم الواقع، فارتفعت إلى عالم المثال ـ مع بشريتها الكاملة ـ وأثبتت في الوقت ذاته واقعية هذا الدين، وقابليته للتطبيق في عالم الواقع.

وتلك هي القيمة الحقيقة لهذه الفترة من التاريخ.

إن هذه الأجيال الأولى ـ وخاصة الجيل الأول الفريد ـ قد لا يتكرر مرة أخرى في واقع الأرض. ولكنها تبقى مع ذلك رصيدا واقعيا لهذه الأمة في جميع أجيالها، يحفزها على محاولة العودة إلى تطبيق الإسلام. وهذه المحاولة ذاتها عمل إيجابي مثمر، ولو لم يصل إلى كل النتيجة المطلوبة.

تصور إنسانا عند سفح جبل، يعلم يقينا إن هناك من صعد هذا الجبل إلى قمته، فهو يحاول أن يصعد مثله، وقد يصل إلى منتصفه وقد يصل إلى ربعه، وقد يفلس جهده بعد أن يرقى بضع درجات ...

وتصور إنسانا آخر وقف على سفح جبل يتطلع إلى قمته وهو يقول في نفسه: إن هذا مستحيل مستحيل أن يفكر إنسان في صعود هذا الجبل الشاهق، فلنكف عن التطلع، ولنرض بالبقاء في السفح أيهما أنفع للبشرية؟ وأيهما أفضل في ذات نفسه؟

ثم .. أي دور يؤده ذلك الذي صعد إلى القمة أول مرة، في حياة كل الذين يجيئون بعده، ويحاولون أن يصعدوا مثله، ولو وصلوا إلى المنتصف، ولو إلى ربع الطريق .. ولو أفلس جهدهم بعد رقي بعض الدرجات؟

إنه دور ضخم في عالم الواقع ..

ولهذا نحتفي حفاوة بالغة بذلك الجيل الفريد، وبتلك القرون المفضلة،لأنها المدد الحي الذي يدفع الأجيال كلها إلى محاولة الصعود، بدلا من أن تتنتكس إلى أسفل، وتخلد إلى الأرض عند السفح وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل المستشرقين يجهدون أنفسهم لمحاولة تشويه تلك الفترة بالذات، لعلهم يطفئون بريقها، ويحجبون نورها عن الأجيال المتأخرة لكي لا تفكر أبدا في معاودة الصعود من جديد:

" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله تم نوره ولو كره الكافرون ". (الصف آية: 8)

كيف نكتب التاريخ الإسلام ص 88

قال الإمام الذهبي رحمه الله مؤكدا هذه القضية وهي الابتعاد عن المصادر المعادية للصحابة:

"كما تقرر الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فينبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالىحيث يقول والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا الحشر 10 فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع منهم وجهاد محاء وعبادة ممحصة ولسنا ممن يغلو في أحد منهم ولا ندعي فيهم العصمة .. فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك فلا نعرج عليه ولا كرامة فأكثره باطل وكذب وافتراء فدأب الروافض رواية الأباطيل أو رد ما في الصحاح والمسانيد ومتى إفاقة من به سكران"

سير أعلام النبلاء ج: 10 ص: 92

هذا ما أردت بيانه من أخطاء الشنقيطي في كتابه وبقي منها بعض رأيت أن ما مضى يغني عنه فإن كان لدى الأحبة لمتابعين أي مشاركة أو تعليق أو معارضة فليتحفونا به مشكورين.

أخوكم ومحبكم / عبد الله الشنقيطي.ِ

ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[10 - 03 - 05, 10:56 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير