وأما القضيا الأخرى فهو قد أنكرها، وفرق كبير بين التأويل والإنكار، ولذلك لم يأت المؤلف بنص واحد لابن العربي تأول فيه لأحد ممن ذكر، وإنما أتى بإنكار لبعض القضايا التي يرى المؤلف أنه جانب الصواب في إنكارها.
قال أبو حاتم:
وأما كتاب ابن العربي المالكي الأندلسي (العواصم من القواصم) \
ففي الحقيقة لدي انتقادات عليه مع التسليم بأنه فيه الكثير من الفوائد العلمية
لكنه جانب الصواب في أكثر من مسألة وربما أذكر هذه الانتقادات قريباً
قال ابن العربي:
وما خرج اليه احد الا بتأويل ولا قاتلوه الا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل المخبر بفسادالحال المحذر عن الدخول في الفتن وأقواله في ذلك كثيرة منها ما روى مسلم عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح قوله صلى الله عليه وسلم إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد ان يفرق أمر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان فما خرج الناس الا بهذا وأمثاله ولو ان عظيمها وابن عظيمها وشريفها وابن شريفها الحسين يسعه بيته او ضيعته او ابله ولو جاء الخلق يطلبونه ليقوم بالحق وفي جملتهم ابن عباس وابن عمر لم يلتفت اليهم وحضره ما أنذر به النبي صلى الله عليه وسلم وما قال في أخيه ورأى انها قد خرجت عن اخيه ومعه جيوش الارض وكبار الخلق يطلبونه فكيف ترجع اليه بأوباش الكوفة وكبار الصحابة ينهونه وينأون عنه و ما أدرى في هذا الا التسليم لقضاء الله والحزن على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية الدهر ولولا معرفة اشياخ الصحابة وأعيان الامة بأنه أمر صرفه الل عن أهل البيت وحال من الفتنة لا ينبغي لاحد ان يدخلها ما أسلموه ابدا
وما خرج إليه (الحسين) إلا بتأويل ولا قاتلوه (الحسين) إلا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل!!!
قلت: وقد رد العلماء على هذا الكلام السخيف والذي لاينبغي أن يقال في سيد شباب أهل الجنة حب رسول وريحانته والكثير من المتأخرين تابعوا ابن العربي المالكي في هذا الكلام
وهذا أمر عجيب من أجل الدفاع عن يزيد بن معاوية الناصبي البغيض (كما وصفه الذهبي وابن كثير
وغيرهما) يطعنون في ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام:والحسين رضي الله عنه قتل مظلوما شهيدا،وقتلَته ظالمون متعدون،وإن كان بعض الناس يقول: إنه قتل بحق،ويحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من جاءكم وأمركم على رجل واحد؛يريد أن يفرق بين جماعتكم: فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان " رواه مسلم،فزعم هؤلاء أن الحسين أتى الأمة وهم مجتمعون؛فأراد أن يفرق الأمة،فوجب قتله،وهذا بخلاف من يتخلف عن بيعة الإمام،ولم يخرج عليه،فإنه لايجب قتله،كما لم يقتل الصحابة سعد بن عبادة مع تخلفه عن بيعة أبي بكر وعمر،وهذا كذب وجهل؛فإن الحسين رضي الله عنه لم يقتل حتى أقام الحجة على من قتله،وطلب أن يذهب إلى يزيد،أو يرجع إلى المدينة،أو يذهب إلى الثغر،وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته،فكيف لايجب إجابة الحسين رضي الله عنه إلى ذلك،وهو يطلب الكف والإمساك.
وأما أصل مجيئه فإنما كان لأن قوما من أهل العراق من الشيعة كتبوا إليه كتبا كثيرة يشتكون فيها من تغير الشريعة،وظهور الظلم،وطلبوا منه أن يقدم؛ليبايعوه ويعاونوه على إقامة الشرع والعدل،وأشار عليه أهل الدين والعلم،كابن عباس،وابن عمر،وأبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام بأن لايذهب إليهم،وذكروا له أن هؤلاء يغرُّونه،وأنهم لايوفون بقولهم،ولايقدر على مطلوبه،وأن أباه كان أعظم حرمة منه وأتْباعا؛ولم يتمكن من مراده،فظن الحسين أنه يبلغ مراده،فأرسل ابن عمه: مسلم بن عقيل،فآووه أولا،ثم قتلوه ثانيا،فلما بلغ الحسين ذلك طلب الرجوع،فأدركته السرية الظالمة،فلم تمكنه من طاعة الله ورسوله،لا من ذهابه إلى يزيد،ولا من رجوعه إلى بلده،ولا إلى الثغر،وكان يزيد – لو يجتمع بالحسين – مِن أحرص الناس على إكرامه،وتعظيمه،ورعاية حقه،ولم يكن في المسلمين عنده أجلُّ من الحسين،فلما قتله أولئك الظلمة حملوا رأسه إلى قدّام عبيدالله بن زياد،فنكت بالقضيب على ثناياه،وكان في المجلس: أنس بن مالك،فقال: (إنك تنكت بالقضيب حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل)،هكذا ثبت في الصحيح،وفي المسند: أن أبا برزة الأسلمي كان – أيضا – شاهدا،فهذا كان بالعراق عند ابن زياد.
قال ابن خلدون:
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 06 - 05, 12:16 م]ـ
قال ابن خلدون:
وقد غلط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في هذا فقال في كتابه الذي سماه بالعواصم والقواصم ما معناه إن الحسين قتل بشرع جده وهو غلط حملته عليه الغفلة عن اشتراط الإمام العادل ومن أعدل من الحسين في زمانه في إمامته وعدالته في قتال أهل الآراء؟!
قال السخاوي:
قال ابن حجر:وقد كان شيخنا الحافظ أبو الحسن يعني الهيثمي يبالغ في الغض منه (يعني ابن
خلدون) فلما سألته عن سبب ذلك ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما في تاريخه فقال قتل بسيف جده
ولما نطق شيخنا بهذه اللفظة أردفها بلعن ابن خلدون وسبه وهو يبكي قال شيخنا في رفع الأصر ولم توجد هذه الكلمة في التاريخ الموجود الآن وكأنه كان ذكرها في النسخة التي رجع عنها
قال أبو حاتم:
وفي الحقيقة أنا لا أُحب الخوض فيما جرى بين الصحابة الأجلاء وربما يظن بعض الناس أن هذا هو ديدني!! وأنا أقول هذا خلاف الواقع وأنا أتضايق عندما أتطرق لهذه الأمور بغض النظر عن المصيب والمخطئ ولكن أحيانا اضطر للرد على بعض الإخوة الذين لديهم بعض الأفكار المغلوطة
وكتاب ابن العربي المالكي هو عمدة كثير من المتأخرين وما قاله ابن العربي هو الصحيح وما خالفه غير صحيح وفيه دخن!!
والكثير من الإخوة من طلاب العلم مصدرهم واحد وليس عندهم تنوع في المصادر
وأقول أ خيراً ً أنا لا أحمل في نفسي تجاه إي أحد من الإخوة الكرام ممن يكتب في هذا المنتدى والكل مجتهد ويتوخى الحق
والحق أحق أن يتبع
¥