وللعلم ما اعتذرت به غير مقبول لأن طالب الحق لا ينظر إلى الرجال وإنما ينظر إلى ما قالوا هل هو حق أو باطل؟ وكما قيل أعرف الحق تعرف أهله، وأعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال.
وعلى العموم، أنا لم آت بشيء من عندي، وإنما نقلت أقوال أهل العلم: الشافعي، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والخطيب البغدادي هل هؤلاء مجاهيل لا يؤخذ عنهم العلم.
أم الأمر أمر الثعلب والعنب لما عجز عنه، قال إنه مر.
ـ[عبد الله الشنقيطي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:45 ص]ـ
في هذه الوقفة سأ تناول ما طرح المؤلف حول مصطلح سب الأصحاب وقصره على اللعن دون غيره من باقي أنواع السب.
قال في ص 149
"إن مصطلحات " السب " و " الشتم " و " الذم " في سياق الفتن السياسية في صدر الإسلام لا تعني شيئا آخر غير اللعن، رغم إن هذه الألفاظ في وضعها اللغوي تشمل ما دون ذلك من أية أوصاف مستهجنة ".
والنقاش سيتركز على النقاط التالية.
1ـ هل للكاتب سلف في هذا القول.
2ـ خطورة هذا القول والكاتب نموذج.
3ـ مناقشة تمويهات الكاتب في استدلالاته لما ذكر.
لن أ ناقش المؤلف في المعنى اللغوي للسب ب فقد اعترف أنه في معناه اللغوي يشمل اللعن وغيره من الأوصاف المستهجنة، لكن أنا قشه في إخراجه المعنى اللغوي دون أي دليل، ومعلوم أن الألفاظ الشرعية واردة بلغة العرب، فالأصل بقاء المعنى اللغوي حتى يأتي ما يدل على نقله إلى المعنى الشرعي، أو العرفي، ولا بد لمن ادعى أحد المعنيين المتقدمين أن يأتي لما قال بدليل شرعي إن كان المعنى شرعيا، أو عرفي عن أهل الاصطلاح الذين جعلوه مصطلحا عرفيا ولم يأت الكاتب بأي من الدليلين فيبقى المعنى على ما تدل عليه اللغة.
===========
والحقيقة المؤلمة أنني لم أجد للكاتب في هذا القول سلفا، مع خطورة القضية ووجود نص صحيح صريح فيها، وكثرة بحث أهل العلم لها، واختلافهم في تكفير الساب، مما يجعل توضيح القضية واجبا عليهم، فهم مطبقون على أن كل ما يسمى سبا يحرم التلفظ به في جانب الصحابة،وعدوه كبيرة من الكبائر، وفصلوا أنواع السب تفصيلا بينا، فلو كان السب المحرم في جانب الصحابة هو اللعن فقط ولم يبينه هؤلاء العلماء وينصوا عليه لكانوا للعلم كاتمين ولعباد الله ظالمين إذ كفروهم بغير مكفر، وفسقوهم بغير ذنب.
===========
وهذه نصوصهم على خلاف ما ذكر الكاتب. وفي تفسير القرطبي
"وقيل لمالك بن أنس رضي الله عنه من السفلة قال الذي يسب الصحابة "
تفسير القرطبي 9/ 24
: قال الإمام أحمد رحمه الله: " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساوئهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص، فمن فعل ذلك وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة، وخلده الحبس حتى يموت أو يرجع ". طبقات الحنابلة 1/ 24
السنة للخلال.
وقال أبو عبدالله من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينطوي إلا على بلية وله خبيئة سوء إذا قصد إلىخير الناس وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك
وفي الكفاية للخطيب البغدادي:
" أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني ثنا صالح بن احمد الحافظ قال سمعت أبا جعفر أحمد بن عبدل يقول سمعت احمد بن محمد بن سليمان التستري يقول سمعت أبا زرعة يقول إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وانما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة "
الكفاية في علم الرواية ج 1 ص 51
وقال الإمام أبو نعيم رحمه الله: " فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه ". (الإمامة لأبي نعيم 344).
قال البهيقي رحمه الله:
¥