الله ورسوله مستحقا لذلك، والمستحق للموالاة والمعاداة من جعله الله ورسوله مستحقا للموالاة والمعاداة، والحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله فهذه المسائل كلها ثابتة بالشرع.
وأما الأمور التي يستقل بها العقل فمثل الأمور الطبيعية، مثل كون هذا المرض ينفع فيه الدواء الفلاني، فإن مثل هذا يعلم بالتجربة والقياس وتقليد الأطباء الذين علموا ذلك بقياس أو تجربة. وكذلك مسائل الحساب والهندسة ونحو ذلك، هذا مما يعلم بالعقل. "
منهاج السنة النبوية ج: 5/ 87 / 91
ولنأخذ مثلا من التعريفات التي ذكر شيخ الإسلام، قضية القطعية، فلا شك أن فضل الصحابة وعدالتهم قطعية فقد وردت في القرآن، ولا شك في قطعية كل ما ورد في القرآن، وتواترت بها السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرها العلماء في جمل قطعيات الدين؛ ولهذا وضع الذين قسموا الدين إلى أصول وفروع مسألة الصحابة من الأصول كما فعل الغزالي في قواعد العقائد ج: 1 ص: 227
والآمدي غاية المرام ج: 1 ص: 390
والأشعري في رسالة إلى أهل الثغر ج: 1 ص: 303
وأما قوله إن الصحابة لم يصوغوا خلافاتهم السياسية لغة الكفر والإيمان. إن كان يقصد أنهم لم يكفر بعضهم بعضا فهذا صحيح. ونحن نقول لا يجوز اعتقاد فسق أحد منهم فضلا عن تكفيره.
أو كان يقصد أنهم لم يجعلوا ما جعله الأئمة من العقيدة من وجوب السكوت عن سبهم، أو تنقص من شارك منهم في الفتنة، واعتقاد فضل الصحابة وعدالتهم، ووجوب حبهم؛ فهذا خطأ بين على الصحابة تبين المنقولات التالية عنهم خطأه.
أخرج الحاكم وصححه عن سعيد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: "الناس على ثلاثة منازل، فمضت منزلتان، وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. قال: ثم قرأ: {للفقراء المهاجرين} إلىقوله: {رضوانا} فهؤلاء المهاجرون. وهذه منزلة قد مضت {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} إلىقوله: {ولو كان بهم خصاصة}. قال: هؤلاء الأنصار. وهذه منزلة قد مضت. ثم قرأ: {والذين جاءوا من بعدهم} إلىقوله: {ربنا إنك رءوف رحيم} قد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. يقول: أن تستغفروا لهم" رواه الحاكم 2/ 3484 وصححه).
وقالت عائشة رضي الله عنها: ((أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسبوهم)) (رواه مسلم في كتاب التفسير-حديث [3022] صحيح مسلم 4/ 2317).
وعن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((لا تسبوا أصحاب محمد، فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم، وقد علم أنهم سيقتتلون)) رواه أحمد في الفضائل رقم (18)
قال ابن عمر: ((لا تسبوا أصحاب محمد، فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة)). (رواه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 61 وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة 1/ 32).
وروى مسلم في صحيحه (3/ 1461) بإسناده إلىالحسن بن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن شر الرعاء الحطمة)، فإياك أن تكون منهم، فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة – أي من قشور أو حثالة - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: وهل كانت لهم نخالة، إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم.
كون عدالة الصحابة، وفضلهم، وحرمة سبهم، ووجوب محبتهم، وحمل أعمالهم إلى أحسن الوجوه من كليات الدين وقطعياته لا شك فيه لهذا فقد ذكرها جميع أهل العلم الذين صنفوا في جمل الدين وقطعياته التي يجب على المسلم أن يعتقدها.
قال محمد بن عبد الله في كتابه اعتقاد أهل السنة في الصحابة:
¥