تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبان أن الذي لم يدرس منهج شيخ الإسلام في تناول مسألة الصحابة والفتن التي وقعت بينهم هو المؤلف لا من ينتمي إلى مدرسة شيخ الإسلام.

وهذا الادعاء من المؤلف لم يقدم عليه دليلا ولا نموذجا من أحد من مدرسة شيخ الإسلام يصدق ما ادعاه.

وفي الحلقة القادمة نبين بعضا من قلة أمانة الكاتب في نسبة بعض الأقوال لشيخ الإسلام لم يقل لها الشيخ.

ـ[عبد الله الشنقيطي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:28 ص]ـ

في هذه الوقفة سأتناول بعض الأقوال التي نسب الكاتب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ولكن بالرجوع إلى كلام الشيخ نجد أنه مجرد ادعاءات تخالف ما في كلام شيخ الإسلام

من ذلك قوله في ص 49

"ولم يجعل ابن تيمية مسألة "الكف عما شجر بين الصحابة " مسألة اعتقادية ـ كما فعل من لا يميز بين الوحي والتاريخ ـ وإنما بين أن جماع الأمر كله العلم والعدل، فلا مانع عنده أن يخوض المسلم في ذلك " إن أمكن الكلام بينهما بعلم وعدل وإلا تكلم بما يعلم من فضلهما ودينهما وكان ما شجر بينهما وتنازعا فيه أمره إلىالله "

هذا الكلام تدليس واضح من الكاتب على القارئ واستخفاف بعقله وثقافته. فابن تيمية قد جعل الكف عما شجر بين الصحابة أصلا من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في أصغر كتبه وأكثرها انتشارا. (العقيدة الواسطية)

قال شيخ الإسلام:

"ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالىوالذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا أصحابي فوالدي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الأنصار ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت الآثار وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان بالبيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم أذكركم الله في أهل بيتي وقال أيضاللعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي وقال إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده أول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون أهل البيت بقول أو عمل ويمسكون عما شجر من الصحابة ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير