تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لعل كتاب "الخلافات السياسية بين الصحابة" يهز الرؤية السلفية لتاريخ صدر الإسلام، ويدفع السلفيين إلى مراجعة منطلقاتهم النظرية في وقت تواترت فيه الدعوة إلى ذلك، وتكاتف الضغط لتحقيقه، من جهات شتى وبدوافع شتى. وبقدر ما سيصدم الكتاب بعض الرؤى السلفية، فإنه يقدم لها خدمة جليلة وهو يفتح لها أبوابا لمراجعة ذاتها من داخل تراثها الخاص، قبل أن يتم إلزامها بذلك بقوة القانون أو قوة الحراب".

وقد بينا في وقفاتنا السابقة أن لمؤلف أبعد الناس عن منهج أهل الحديث وأجهلهم به، وكذلك بينا أن ادعاءه الإلتزام بمنهج ابن تيمية كلام ينقضه واقع كلام ابن تيمية.

في الكتاب مساوئ منهجية كثيرة تقد م بعضها في بيان ما فيه من الأخطاء العلمية.

وفيه مع ذلك لاستخفاف بأهل العلم ووصف كل من خالف منهم المؤلف في رأيه أنه يجانب منهج العلم والعدل، ولعل قاعدة الخلط بين الوقائع والمشاعر، يتضح فيها ذلك بجلاء.

ومن أخطائه المنهجية، كتابته بلغة صحفية بعيدة عن لغة العلم والتعقل، بل بلغة تخاطب العاطفة بمسلمات، كثير منها خاطئ، بأسلوب منفعل.

ومن أخطائه المنهجية، عدم استيفائه حجج من يناقش، ويظهرهم كأنهم ناس يتكلمون بالهوى والجهل والظلم.

ومن أخطائه المنهجية الادعاء العريض دون أدنى بينة، وهذا واضح في كتابه، إن لم نقل جل كتابه من هذا القبيل.

وما أشبه الكتاب وصاحبه بالذين يقول فيهم فقيد اللغة والأدب أبو فهر محمود شاكر رحمه الله:

" يوشك تاريخ الإسلام أن يصبح لهوا على الأسنة، ولغوا في الصحف، ومرتعا للظن المتسرع دون اليقين المتثبت، وهدفا لكل متقحم على الحق بمثل جراءة الباطل، ومخاضة يخوض فيها كل من ملك لسانا ينطق، أو عقلا يفكر، أو قلما يخط. وإنما ابتلي زماننا بهذا لأسباب كثيرة، أولها: أن العصر الذي نعيش فيه يعجل الناس عن تحقيق معنى الدين نفسه في حقيقة قلوبهم. وآخرها: أن المسلمين في زماننا بلغوا من العجز والقلة والهوان على أنفسهم مبلغا مهّد لشياطين الإنس والجن مسالك كثيرة إلى مقر الغرور في بعض الأفئدة، فسول لأصحابها فيما يسول أن فهموا الإسلام " فهما جديدا " فكان لهذه الكلمة سحرها حين مست مكان الغرور والكبرياء من نفوسهم، واحتملهم هذا الغرور على أن يسيئوا الظن بما يفهمون من ماضيهم، جله أو كله، وخيل لهم سوء الظن أن ذلك هو طريق الحق لإحياء دين الله في نفوسهم وإقامة شريعته في أرضه. بمجرد النظرة الخاطفة المتعسفة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي تاريخ أسلافهم من المسلمين.

ولا أظن أنني أخطئ شيئا في التقدير إذا زعمت أن هذه النابتة، لم يبتل الإسلام بمثلها قط، على كثرة ما انتابه من النوابت المتتابعة على مدى عصوره كلها؛ في حال بسه وسطوته، وفي حال ضعفه وفترته. وهي عندي أخطر النوابت جميعا وأخوفها على دين الله ..

مجلة المسلمون العدد الأول 1371 هـ ص 43

هذا بعض الملا حظات التي كتبتها على هذا الكتاب بعجل، وفيه كثر من الملا حظات الأخرى التي لم يسعف الوقت لتبيينها.

وفي الحلقة القادمة سنبين الأسس التي يجب على كل من يكتب عن الصحابة أن يلتزم ها.

ولايخرج عنها فإن خرج عنها ولا بد أن يخطئ.

ـ[عبد الله الشنقيطي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 10:27 م]ـ

في هذه الوقفة سنتناول المصطلحات التي استخدمها الكاتب في التعبير عن أمور شرعية لنرى مدى التزامه بالمصطلحات الشرعية، التي يجب على الكاتب للمسلمين في أمور دينهم أن يلتزم بها كما قال شارح العقيد الطحاوية:

" التعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية، هو سبيل أهل السنة والجماعة"

70 ـ 71 ص

وهذا ما سنرى أن المؤلف لم يلتزم به في كتابة. المصطلح الأول 000

1

المبدأ والشخص.

لفظ المدأ ليس لفظا شرعيا، وإنما هو لفظ فلسفي كان الأولى بالمؤلف وهو يكتب لأهل الإسلام عن دينهم أن يلتزم مصطلحات الشرع، وهي عدم التقدم بين يدي الله ورسوله، والرد عند التنازع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتقديمهما على رأي كل من خالفهما في اجتهاد من أهل العلم كائنا من كان، وهذا هو منهج أهل العلم قديما وحديثا.

وقد صاغ ذلك الإمام مالك رحمه الله في قاعدته الموفقة: " ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر "

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير