[أعظم شبهة للشيطان على قاصد حفظ القرآن]
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 03:41 م]ـ
يسمع أحدنا أحاديث بالغة العظمة .. في فضل أهل القرآن .. وحفظته .. والمهتمين به فهما وتدبرا وعملا .. إلخ
فتتوق نفسه لذلك .. بما فيه من بذور الخير ..
لكنه سرعان ما يفتر عن ذلك .. وتثبط همته .. ويرتخي عزمه ..
وأعظم ما يلقيه الشيطان على من عرف منه هذه النية .. ليصده عنها ..
أن يقول: أنت امرؤ ذو معاص كثيرة .. وإنه لمن ركوب متن الشين أن تحفظ كتاب الله وأنت على هذه الحال .. ويوشك أن يكون حفظك له إيذانا بهلكتك .. فالقرآن حجة لك أو عليك .. إلى آخر من هنالك من "مواعظ" شيطانية ..
ولتفنيد هذه الشبه .. أثر عظيم .. في كبت إبليس عن تلبيسه .. إذا هو ألقى بها إليك أخي الحافظ أو يا من هممت بحفظه ..
أولا-إذا شرعت أصلا في حفظ القرآن .. لأجل الله تعالى .. ولعظيم ماأخبرك به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .. إلخ .. فإن هذه النية الخالصة من شوائب الرياء .. هي وحدها .. تقطع دابر الحجة الإبليسية .. لأن حاصل ما تقوم به خير محض .. بغض النظر عن تقصيرك ..
فامتناعك عن الحفظ لأجل هذه الشبهة .. فيه الجمع بين معصيتين: الإعراض عن كتاب الله تعالى وهجره .. ومعاصيك التي أنت عليها
ثانيا-ثم إن القرآن حجة عليك حتى لو لم تحفظه ..
وسواء كنت تحفظ سورة الإخلاص وحدها والفاتحة .. أو تحفظ القرآن كله .. فإن ما فيه من أوامر وزواجر .. قد قامت به الحجة على كل مسلم ..
والذي يحفظ آية "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام .. "ومن لا يحفظها .. كلاهما .. محجوج .. أمام الله تعالى على تفريطه بما بلغه عن الله .. بل هو محاسب على جهله بما لاعذر لأحد في جهله
ثالثا-وإنك إذا أخلصت نية حفظك لله تعالى .. وتأولت بذلك العمل بما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله: أهل القرآن أهل الله وخاصته .. وقوله"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"-ولو لم يرد إلا هذا لكفى! -ووعده أبوي الحافظ .. بتاج الوقار .. الذي صفته كذا وكذا .. مما يبهر العقول .. ولا يخطر على القلوب ..
فإن الله تعالى .. سيعد ذلك "هداية" .. وسيجازيك عليها بمزيد هداية "والذين اهتدوا زادهم هدى" .. هذا في آحاد السبل الموصلة إلى الله تعالى .. فكيف بسبيل هو جماع كل السبل: كتاب الله .. ؟
والله الموفق