تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجه الدلالة من الحديث على عدالة الصحابة العدالة الدينية أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل فهمهم للدين علما وعملا عاصما لمن اتبعه من الضلال فما داموا في الأمة يعلمونها الدين الصحيح ويردون ضلال المضلين فإذا ماتوا بدأ أهل الضلال ينشرون فهم الباطل للدين ويضلون به الناس.

قال الإمام النووي:

"قوله صلى الله عليه وسلم وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم وانتهاك المدينة ومكة وغير ذلك وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم".

شرح النووي على صحيح مسلم ج 16 ص 83

[3470] عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فلوا إن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه

صحيح البخاري ج 3 ص 1343

وجه الدلالة من الحديث على عدالة الصحابة العدالة الدينة أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن التعرض لهم بسوء، وأخبر أن العامل ممن جاء بعدهم مهما عمل من العمل لا يدرك فضلهم ولا يقرب منه.

قال النووي رحمه الله:

"قوله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فوالدي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ... ومعناه لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أحد أصحابي مدا ولا نصف مد قال القاضي ويؤيد هذا ما قدمناه في أول باب فضائل الصحابة عن الجمهور من تفضيل الصحابة كلهم على جميع من بعدهم وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال بخلاف غيرهم ولإن إنفاقهم كان في نصرته صلى الله عليه وسلم وحمايته وذلك معدوم بعده وكذا جهادهم وسائر طاعاتهم وقد قال الله تعالىلا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة الآية هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والإيثار والجهاد في الله حق جهاده وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء والفضائل لا تؤخذ بقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء "

شرح النووي على صحيح مسلم ج: 16 ص: 93

[32417] عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني ".

إسناده صحيح.

مصنف ابن أبي شيبة ج 6 ص 405

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر بعض الأحاديث المتقدم ذكرها: وهذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون، والقدح فيهم قدح في القرءان والسنة. مجموع الفتاوى (4/ 430)

قال ابن كثير رحمه الله:

"والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض لهم بمساويهم كثيرة ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم ثم قال تبارك وتعالى وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم من هذه لبيان الجنس مغفرة أي لذنوبهم وأجرا عظيما أي ثوابا جزيلا ورزقا كريما ووعد الله حق وصدق ولا يخلف ولا يبدل وكل من اقتفى أثر الصحابة رضي الله عنهم فهو في حكمهم ولهم الفضل والسبق والكمال الذي لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمة رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل جنات الفردوس مأواهم وقد فعل "

تفسير ابن كثير (4/ 206)

كلام أهل العلم في عدالة الصحابة والثناء عليهم.

وقال علي رضي الله عنه كما رواه أبو نعيم في الحلية بإسناده إلى أبي أراكة قال: صلى علي الغداة ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح كأن عليه كآبة، ثم قال: لقد رأيت أثراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم والله إن كانوا ليصبحون شعثاً غبراً صفراً بين أعينهم مثل ركب المعزي قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم، إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم والله لكأن لقوم باتوا غافلين. الحلية (1/ 76).

وقال علي رضي الله عنه أيضا: أولئك مصابيح الهدى يكشف الله بهم كل فتنة مظلمة، سيدخلهم الله في رحمة منه، ليس أولئك بالمذاييع – أي الذين يشيعون الفاحشة ويذيعونها – البذر ولا الجفاة المرائين. الحلية (1/ 77).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير