تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت ولا يخفى ما في هذا الكلام من الهراء.

وقارن كلام الشيخ بكلام التلمذ تجد تطابقا تاما.

قال الشنقيطي

" إن كل هذه النصوص تدل على أن معاوية سعى إلى الملك بالفعل وبالقول، وصرح بمطامعه في قيادة الأمة دون للبس. فالقول بعد ذلك أنه لم ينازع عليا الخلافة ولا سعى إليها .. تكلف بارد كان لأولى بشيخ الإسلام ابن تيمية أن يتنزه عنه.

على أن دور معاوية أكبر من مجرد الخروج على الجماعة ومنازعة الأمر أهله. فهو الذي أرسى نظام الملك بديلا عن دولة الخلافة، فسن في الإسلامي تلك السنة السيئة، وفتح بها أبوابا من المظلم التي لم تتوقف، ومن الدماء آلتي لم تجف منذ أربعة عشر قرنا، وأخر بناء السلطة من إطار مبادئ الشرع: كالشورى والبيعة والعدل .. إلى منطق القوة وقانون الغاب، وهو أمر لا يزال المسلون يعيشون مساوئه إلى اليوم.

فسواء تأولنا لمعاوية في مواقفه خلال الفتنة أم لم نتأول، فإن سلوكه السياسي اللاحق ليس مما يمكن التأويل له، وهو سلوك كان بعد على الإسلام و المسلمين من الفتنة ذاتها، بل من أي حدث تارخي خلال أربعة عشرة المنصرمة. فقد كانت الفتنة التي قادها معاوية هدما لأركان الخلافة الراشدة، لكن ما فعله معاوية بعد الفتنة من توريث السلطة لابنه بالترغيب والترهيب كان سوأ أثرا، لأنه إرساء لبناء جديد منحرف على أنقاض تلك الخلافة، وسد لبواب استردادها. فليتكلف المتكلفون ما شاءوا في تأويلهم لما حدث أثناء الفتنة، لكنهم لن يجدوا ما يتأولونه لما حدث بعد ذلك، إذا كانوا حقا ممن يجعل قدسية المبادئ فوق مكانة الأشخاص. "

وبعضها من مالك بن نبي كما في كتابه وجهة العالم الإسلامي ص 25

وهذا الكتاب يظهر تأثر الكاتب به تأثر كبيرا في أكثر كتاباته.

وخصوصا مقال " الصحوة الإسلامية .. خواطر في فقه المنهج "

المنشور في مجلة المنار الجديد العدد 18

وأعتذر للأخو المتابعين عن تأخر هذه الحلقة وأخص الشيخ سليمان الخراش حفظه الله وذلك لأمرين أولها طلب المشرف مني التوقف ريثما يحاول مع الأستاذ الشنقيطي أن يعود للمحاورة، وثانيهما ظرف خاص بي.

ـ[عبد الله الشنقيطي]ــــــــ[28 - 01 - 05, 04:37 ص]ـ

في هذه الوقفات القادمة سنناقش الشنقيطي فيما ادعاه من التزام العلم والعدل في كتابه، ونبين إن شاء الله تعالى كيف أنه لم يلتزمهما وإن ادعاهما؛ لتهيئة جو نفسي معين للقارئ، يجعله يتقبل ما يقول، وكيف لا يقبله من يدعي له أنه يتكلم بعلم وعدل، وكل من يخالفه يتكلم بجهل، أو ظلم.

قال الشنقيطي:

"وقد بين ابن تيمية منهجه في تناول مسائل الخلاف التي مزقت الأمة، وهو منهج أساسه العلم والعدل. ودعا المسلمين إلى انتهاج هذا النهج. ولم يكن ليخفى على شيخ الإسلام – وقد عايش خلافات الأمة طويلا وخاض غمارها – أن آفة الخائضين في هذه الخلافات دائما تنحصر في أمرين اثنين:

§ الجهل بموضوع الخلاف، والتفريط في بحثه واستقرائه استقراء كافيا، يحرر نقطة النزاع، ويتحرى الصدق في الرواية، وينقب عن خلفيات الوقائع وبواعثها. والخوض مع الجهل مخالفة لتحذير الخالق سبحانه:» ولا تقف ما ليس لك به علم «كما هو مخالفة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حول القضاة الثلاثة، حيث جعل القاضي بجهلٍ في النار.

§ الظلم لأحد الطرفين المختلفين، تعصبا ضده وتجاوزا، أو إغضاء عن الطرف الآخر ومجاملة، رغم أن الله تعالى حذرنا من أن نندفع مع غريزة العداء، أو أن تستخفنا الخصومة، فنتجاوز حدود بيان الحق و الأخذ به، إلى الظلم والتعدي على المخالفين. كما أمرنا بالشهادة بالقسط، ولو على أنفسنا أو الوالدين والأقربين، فقال تعالى:» ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى «وقال جل من قائل:» يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا «.

تلك هي المعاني التي استصحبها ابن تيمية، فأوصى أن لا يخوض في هذا الموضوع إلا من تسلح بالعلم والعدل، وإلا فليترك الأمر لأهله، ويفوض الخلافات إلى رب العباد الحكَم العدل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير