ذكر التليدي في مقدمة رسائل أحمد الغماري المسماة " در الغمام الرقيق " (ص 5 ـ 6) , مانصه:
ـ خطبة الكتاب ـ
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , وعلى آله وأصحابه والتابعين.
وبعد: فيسعدني (1) أن أقدم لقرائنا الكرام هذه المرة مادة طريفة تتناول أبحاثاً مختلفات , وهي فتاوي الحافظ المرحوم السيد أحمد بن الصديق الغماري التي كان يبعثها إليَّ أيَّام منفاه من طرف الإستعمار الدولي بطنجة.
ثم زمان هجرته الأخيرة للقاهرة حيث وافاه أجله المحتوم , وكانت هذه الرسائل في فترات ما بين 1374 و 1380 هـ.
على أن للشيخ رحمه الله تعالى رسائل كثيرة مفرقة عند تلامذته وأصحابه ومعارفه ومكاتبيه في سائر الأقطار , بحيث لو جمعت لجاءت في عدة مجلدات؛ بل لشقيقه العلامة المحدث السيد عبدالعزيز على الخصوص نحو من ألف رسالة كان السيد أحمد يبعثها إليه من المغرب إلى القاهرة حيث كان يقيم للدراسة طوال اثنتي عشرة سنة.
وحبذا لو وفق أنجاله لجمعها ونشرها ليشاركهم أهل العلم في الإستفادة منها.
ومن باب (ما لا يدرك كله لايترك جله أو بعضه) عمدت إلى ما عندي من رسائله التي مر عليها قرابة نصف قرن من الزمان , فجمعتها ونسقتها وقدمتها للطبع ليعم بها النفع.
وهي رسائل علمية قيمة , فيها فوائد عزيزة , وفي قراءة عابرة لها سيجد القاريء فيها أبحاثاً كثيرةً متنوعة: في الأصول , والحديث , والفقه , والعقائد , والآداب , والأخلاق , والاجتماع , والفلك , والتاريخ , وتراجم الأعلام , والجرح والتعديل , والرؤيا والتعبير , في أشياء أخرى .....
وقد أضفت إليها بضعة رسائل لبعض تلامذة الشيخ (2) كان بعثها إليه أيام اعتقاله , وذلك لما لها من الأهمية ...
وبما أن الشيخ رحمه الله تعالى كان يكتب تلك الرسائل ارتجالاً حسبما يسمح به الوقت , بدون بحث ولا مراجعة؛ وردت في رسائله أكثر من مائة وسبعين حديثاً غير معزوة ولا مبينة مراتبها؛ فتوليت تخريجها وبيان صحيحها من سقيمها ليتم النفع ... وذلك بدون إملال ولا إخلال.
هذا وقد جاءت في هذه الرسائل آراء واجتهادات للشيخ غريبة قد يكون له فيها سلف (3) , وقد يكون منفرداً بها.
فينبغي لأهل العلم أن لا يسارعوا إلى ثلب عرض الشيخ أو انتقاده , فإن البشر معرض للخطأ , والمجتهد مأجور ومغفور له في كل الأحوال (4).
والله المسؤول أن يشملنا برحمته ومغفرته , وأن يجعل خير أيامنا وأسعدها يوم لقائه.
قلت (الأنصاري): هذا الكلام من التليدي وحده كاف للرد على محمود سعيد في ادعائه بأن التليدي نادم على إخراج هذا الكتاب , وهذه كلامات التليدي بين يديك أخي الكريم , هل نصدق التليدي وهو الأقرب للغماري ـ وهو من تلاميذه ـ!!! , أم نصدق محمود سعيد!!!.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) ـ قال التليدي يسعدني ولم يقل يؤسفني أو يسوؤني , لا كما أوهم محمود من أن التليدي ندم على إخراج هذه الرسائل , ثم ها أنت ترى بأن التليدي يحض أبناء عبدالعزيز الغماري على طباعة الألف رسالة!!!!.
(2) ـ يقصد بذلك شيخنا أبي خبزة حفظه الله تعالى.
(3) ـ وما سلفه في قضية تكفير الصحابة , وإيمان فرعون , والقول بألوهية الكلب والخنزير وأن لها وجهاً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(4) ـ ومن قال بأن أحمد مأجور في سبه للصحابة ولعنه لهم بله تكفيره لهم , أيعد في ذلك إماما مجتهداً؟!!!!!!!!!!!!
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:16 م]ـ
زعم بعض من ترجم لأحمد الغماري , بأن شيخ مشايخنا العلامة اللغوي الفقيه المحدث تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى وأعلى درجته كان يمتدح الغماري بل جعله في درجة الإمام أحمد من حيث الحفظ والفهم , ونقلوا عنه عبارات بتراء لا صحة لها بل لا يمكن أن يصدقها المجانين فضلاً عن العقلاء , ومن ذلك نقلهم عنه بأنه قال:
في كتاب " ليس كذلك " (ص 5) ـ وتحت صورة أحمد الغماري ـ , قال الزهار:
أخبرنا عبدالباري بن محمد الزمزمي (*) , قال: سمعت تقي الدين الهلالي ببيته , يقول:
" بلغ أحمد بن محمد بن الصديق في علم الحديث درجة الإمام أحمد بن حنبل "!!!!
وفي ترجمة أحمد من كتاب " الأمالي المستظرفة " (ص 44 ـ 45) , قالت فاتحة التيجاني:
¥