وقد كان تقي الدين الهلالي ـ وهو أحد أكبرالمطلعين على علم الحديث ـ اجتمع بالشيخ , ولما سئل عنه , قال: " ما رأيت مثله حفظاً واستحضاراً واستدلالاً , فقد دخلت مصر والشام والعراق والحجاز والهند والمغرب؛ فما رأيت من يماثله إلا عالماً بالهند يشابهه في الجملة ".
ولما أراد مغادرة المغرب ـ يعني الهلالي ـ , سأله أصحابه: لمن نرفع أسئلتنا بعدك؟ فقال لهم: لا تسألوا أحداً غير فلان ـ يعني الشيخ ـ.
ولما طبع الشيخ كتابه " إنالة الوطر " , بعث إلى الهلالي بنسخة , فكتب رسالة يطري فيها الكتاب ومؤلفه , جاء فيها بعد الديباجة: [أما بعد , فقد اطلعت على كتاب " إنالة الوطر برفع الحرج وإزالة الخطر على من جمع بين الصلاتين .... إلخ " , لمؤلفه العالم الجليل المحقق الباحث المتقن الموفق الداعي بالحق إلى تحقيق الإتباع والإجتهاد المجاهد في ذلك كل الجهاد أبي العباس أحمد بن الصديق زاده الله توفيقاً , فوجدته على غزارة تآليفه الجياد التي نفع الله بها من شاء من العباد , وقد جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشريفة , والمباحث المنيفة , ما يبهر العقول من نقول عززتها أسانيد وبحوث قامت عليها شواهدها , مما جعله نسيج وحده , وفريد عقله].
وهكذا استرسل في مدح الكتاب ومؤلفه في رسالة طويلة (1).
وذكر محقق كتاب " التنكيل أو التقتيل " محمد الأنجري (ص 15) نقلاً من " كتاب حياة الشيخ " للتليدي , قال ـ وهو نفس الكلام السابق المنقول عن فاتحة بولعيش ـ:
وسئل العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى عنه فأجاب:
ما رأيت مثله حفظاً واستظهاراً واستدلالاً , فقد دخلت مصر والشام والعراق والحجاز والهند والمغرب , فما رأيت مما يشابهه إلا عالماً بالهند يشابهه في الجملة.
قلت (خالد الأنصاري): لو سلمنا صحة ما نقل عن العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى في الغماري ـ وهو كذب صراح عليه ـ , فما رأي محمود سعيد في طعونات الغماري على الشيخ تقي الدين الهلالي وكذبه , هل سيبرر موقف الغماري منها كعادته .......
لا أحسبه يفعل!!!!
قال الغماري في إحدى رسائله ـ كناشته ـ من " الجواب المفيد " (ص 37) , ما نصه:
والهلالي رجل جاهل عنيد مبتدع , ولولا أن بدعته رفعت مناره بين المتفرنجين أفراخ الملاحدة , لما تم له ظهور بالمغرب.
كما أنه لم يظهر له أثر بالمشرق!!!
ومع ذلك فنحن في انتظار رده بفارغ صبر حتى نرده إلى جحر جهله.
ومما أتحفكم به أنه أصبح ذات يوم حليقاً بطنجة , فأرسلت إليه من سأله , كيف يتفق حلق اللحية مع أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإعفائها , وزعمك العمل بالسنة والدعوة إليها؟
فأجاب السائل بقوله: معنى الحديث اعفوا لحاكم إن شئتم.
فقلنا للسائل: ولم لم تقل له وأقيموا الصلاة إن شئتم , ولا تقربوا الزنى إن شئتم ... وبهذا تسقط الشريعة من أصلها.
فهذا مقدار علم الهلالي واتباعه للسنة والعمل بها.
رسالة 3 محرم 1372
قلت (الأنصاري): هل يعقل أن يحلق تقي الدين الهلالي لحيته , ولو ثبت فعله لذلك فرضاً وهو محال , هل سيكون رده ضعيفاً بهذه الصورة!!!!!!
يقول الحسن بن علي الكتاني في معرض ترجمته للغماري في " توجيه الأنظار " (ص 18) , مانصه:
[وهو صوفي يؤمن بالخرافات من الكرامات المزعومة , وما لايصدقه عقل مع دفاعه عن القبورية وأصحابها وسائر مراسيمها من توسل واستغاثة وسائر مظاهر الشرك.
ولذلك أكثر من الوقيعة في الأكابر أحياءً وأمواتاً ـ سامحه الله تعالى ـ.
وقال عنه العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى بعد أن مدحه بمحاربة التقليد:
" أما عبادة القبور والرقص واعتقاد وحدة الوجود وتقديس زنادقة الصوفية كابن عربي الحاتمي , وتعاطي الأوراد المبتدعة والاستمداد من الشيوخ والاستغاثة بهم فقد ترك كل ذلك على حاله ولم يغير منه شيئاً " (2).
قلت (الأنصاري): هذا هو رأي العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى في الغماري صراحة , لا كما ذكره التليدي وصؤابته محمود سعيد.
كتبه / خالد الأنصاري.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) ـ انظر كتاب " حياة الشيخ أحمد بن الصديق " للتليدي (ص 103 ـ 104).
(2) ـ انظر كتاب " الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة " للهلالي (ص 32).
¥