تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مناقشة الأصول الثلاثة للتهرب عند الأستاذ محمود سعيد ممدوح]

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - 01 - 05, 11:15 ص]ـ

يؤسفني القول إن من أجلى صور التعصب الأعمى هو موقف الأستاذ محمود سعيد ممدوح –هداه الله- مع ليلاه أحمد الغماري، فما كان عند الأستاذ أدنى تحرج من الخوض في الصحابة والمغالطة والتدليس والتلبيس بالجملة، كل ذلك لأجل سواد عيني أحمد الغماري! ومكابرا الاعتراف ولو بزلة واحدة من الدواهي العلمية والأخلاقية المنقولة من كتب ورسائل الغماري! والتي تبرأ منها كليا أو جزئيا تلميذا أحمد الغماري الكبيران: صهره بوخبزة، والتليدي.

وبعيدا عن الإنشاء والتطويل أبيّن وأناقش الأصول التي اعتمد عليها الأستاذ محمود في التهرب من الاعتراف بالحقيقة، والتي تُظهر حال الغماري بحجمه الطبيعي ووجهه الحقيقي، بعيدا عن تهاويل المعجبين والمعجبات:

الأصل الأول: محاولة الانتفاء من حجية أكبر قدر ممكن من كلام الغماري نفسه، وذلك بالتشكيك بحال ومصداقية الكتب والرسائل:

حاول الأستاذ محمود سعيد ممدوح أن يشكك في جملة من كلام الغماري بأنه ليس بحجة عليه، وكأن أعداءه هم مَن كتب الكلام، وليس الغماري بخط يده! زاعما تارة بأنها رسائل وأحاديث خاصة وأمانات، وتارة بأنها استطرادات ومباحثات، وتارة بأنها مسودات، وتارة تأثرها بالشخصيات والاعتقالات، وتارة بأنها نوادر وفرفشات، فأقول:

1) لا يختلف معنا الأستاذ محمود أن هذه الشنائع من كلام أحمد الغماري وبخطه، ولا أستطيع منع الأستاذ محمود من أن يظن ويتمنى فيها ما شاء، ولكن أن يطلب من الناس تصديق ظنونه وتمنياته فهذا طموحٌ أظنه صعب التحقيق! لأن أدنى تفكر بالعقل يحيل ظنون الأستاذ ممدوح كما سترى.

2) واعتذارك عن الرسائل بأنها أمانات وخصوصيات لا يستقيم لعدة أمور: أولها أن أحمد الغماري نفسه دعا لإخراجها، بل رجا تلميذه بوخبزة أن يحافظ عليها ويجعلها في كتاب، ووضع له عنوانا اختاره بمحض إرادته، فقال أحمد الغماري في رسالة لتلميذه مجيزنا العلامة بوخبزة: "أرجو من السيد محمد بن الأمين أن يحافظ على أجوبتنا ويجعلها في كتاب يسميه الجواب المفيد للسائل المستفيد، أو غيره من الأسماء، ويضم إليه كل ما يصله من أجوبتنا لتستفاد ولا تذهب سدى".

ثم الغماري نفسه قد أعلن عن الكتاب في بعض كتبه المعتمدة، مثل فتح الملك العلي! فظهر بذلك أن ما فيه معتمد جداً عنده، وهو يعلم أن ما فيه سيخرج للناس، وهذا لوحده كافٍ لإبطال أمنيات الأستاذ محمود سعيد حول أن رسائل الغماري غير معتمدة.

ومن التناقض البيّن أن الأستاذ ممدوح يحتج على خصمه بمثل ما يُبطل، فتجده يقول: كتب إليّ عبدالله الغماري كذا .. وقال كذا .. ومثل ذلك في موضوع قذف وشتيمة عبدالحي الكتاني!

كذلك مسألة الأمانات والأحاديث الخاصة، لماذا لم يكن ما جرى بينه وبين الشيخ بكر أبوزيد خاصا، أم أن فضائح كلام أحمد الغماري فقط هي الخاصة؟

والاعتذار بأن في الرسائل الشخصية قد يحصل فيها نوع تبسط، فهذا محتمل مقبول لو كان في مزاح خاص، أو وهم أو نسيان في حكم أو معلومة لم يكن المرجع حاضرا فيها -كما في الاعتقال أيضا-، أما أن يكون الكلام قذفا وشتائم قذرة وضلالات تصل للزندقة –كتبريره أن يُقال "وما الكلب والخنزير إلا الله"- فهذا غير مقبول أبدا، وإن كان أحمد الغماري يُعلل مثل ذلك من المُناوي وغيره بأنه لغياب العقل بالحشيش!

وأغرب ما في الأمر أن الأستاذ محمود سعيد ممدوح لا يعي أن اعتذاره هذا يجعل أحمد الغماري بمثابة المنافق ذي الوجهين أو أكثر، الذي دينه وأخلاقه أمام الناس شيء، وخلف الجدران وبين خاصة التلاميذ شيء آخر!!

وبمثل ذلك يقال عن ما ادعاه مسودات، مع أن الغماري يُحيل كثيرا على جؤنة العطار، واعتمده ونقل منه إخوانه وكبار تلامذته، ونقل أخونا الأنصاري أشياء من ذلك، واستقصاؤه كثير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير