تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرد على المبتدع الهارب محمود في قوله: إن الخطيب البغدادي كان أشعريًا!!

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 05:57 م]ـ

زعم المبتدع محمود سعيد في مقاله أن (الخطيب البغدادي أشعري)! وهذا الزعم الكاذب سبق أن ردده أحد شيوخه المعظمين عنده؛ وهو الكوثري، فرد عليه العلامة المعلمي في التنكيل (1/ 132 - 135) قائلا: (زعم بعضهم أنه – أي الخطيب – كان يذهب إلى مذهب الأشعري؛ فرد الذهبي بقوله: "قلت مذهب الخطيب في الصفات أنها تمر كما جاءت صرح بذلك في تصانيفه" فاعترضه ابن السبكي في (طبقات الشافعية) ج3 ص13 بقوله: "قلت هذا مذهب الأشعري ... وللأشعري قول آخر بالتأويل".

أقول- المعلمي -: الذي شهره المتعمقون عن الأشعري التأويل، وإن كان آخر مصنفاته (كتاب الإبانة) أعلن فيه اعتماده مذهب الإمام أحمد وأهل الحديث، فالقائل إن الخطيب كان يذهب مذهب الأشعري أوهم أنه كان من المتأولين، ولم يزد الذهبي على دفع هذا الإيهام، ولكن ابن السبكي لغلوه شديد العقوق لأستاذه الذهبي، وقد نقل الذهبي في (تذكرة الحفاظ) ج3 ص319 فصلاً من كلام الخطيب في الاعتقاد ينفي عنه التأويل والتعطيل، قال الخطيب:

"أما الكلام في الصفات فإن ماروي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المتثبتين فخرجوا بذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين .. "

وإذ قد بان أن عقيدة الخطيب كانت مباينة لعقائد المبتدعة، فالنظر في انتقاله عن مذهب أحمد في الفروع: الظاهر أن معنى أنه كان على مذهب أحمد أن والده وأهله كانوا على مذهب أحمد وأنه هو انتقل إلى مذهب الشافعي في صغره زمان طلبه العلم، فما الباعث له على الانتقال؟ يقول ابن الجوزي: إن ذلك لميل الحنابلة عليه وإيذائهم له. فلماذا آذوه؟ يقول ابن الجوزي: لما رأوا من ميله إلى المبتدعة. قد تقدم إثبات أن عقيدة الخطيب كانت مباينة لعقائد المبتدعة وذلك ينفي أن يكون ميله إليهم رغبة منه في بدعتهم أو موافقة عليها، فما معنى الميل وما الباعث عليه؟

كان الحنابلة في ذلك العصر ينفرون بحق من كل من يقال إنه أشعري أو معتزلي وينفرون عن الحنفية والمالكية والشافعية لشيوع البدعة فيهم، وكان كثير من الحنابلة يبالغون في النفرة ممن نفروا عنه فلا يكادون يروون عنه إذا كان من أهل الرواية ولا يأخذون عنه غير ذلك من العلوم، وإذا رأوا الطالب الحنبلي يتردد إلى حنفي أو مالكي أو شافعي سخطو عليه، وقد ذكر ابن الجوزي نفسه في (المنتظم) ج9 ص213 عن أبي الوفاء بن عقيل الحنبلي قال "وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة العلماء، وكان ذلك يحرمني علماً نافعاً" وتقدم في ترجمة أحمد بن عبدالله أبي نعيم الأصبهاني ما لفظه "قال إنسان من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم فليفعل – وكان مهجوراً في ذلك الوقت بسبب المذهب وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل وصداع، فقام إلى ذلك الرجل أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد أن يقتل" مع أن مجلس أبي نعيم إنما كان لسماع الحديث لا للدعوة إلى الأشعرية.

وقد قال ابن الجوزي في (المنتظم) ج8 ص267 في وصف الخطيب:

"وكان حريصاً على علم الحديث وكان يمشي في الطريق وفي يده جزء يطالعه" وقال قبل ذلك بورقة "أول ما سمع الحديث في سنة 403 وهو ابن إحدى عشرة سنة ... وأكثر من السماع من البغداديين ورحل إلى البصرة ثم إلى نيسابور ثم إلى أصبهان ودخل في طريقه همذان والجبال ثم عاد إلى بغداد وخرج إلى الشام وسمع بدمشق وصور ووصل إلى مكة ... وقرأ (صحيح البخاري) على كريمة ... في خمسة أيام"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير