تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن قولهم في مرتكب الكبيرة وخلوده في النار بزعمهم!

2 - ومع عدم وجود دليل واحد على الطعن في دين أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه؛ فإن الأدلة على أنه كان مسلماً ومات مسلماً لا تحصى! ولن أذكر منها سوى ما تواتر وأجمع عليه الناس من مسلمين ورافضة وأشاعرة وغيرهم!

فإن أحداً لم ينقل نقلاً صحيحاً صريحاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه طعن في دين معاوية!.

كما أن أحداً لم ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن في دين معاوية رضي الله عنه.

بل لقد تواتر عنهم جميعاً أنهم وثقوا بمعاوية رضي الله عنه حيث ولاه عمر عثمان الشام، ولم يخلعه علي رضي الله عنه إلا عندما لم يبايعه.

أما أمير المؤمنين السيد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقد استقال الأمة وبايع معاوية ابن أبي سفيان على الخلافة! -مع العلم بأن الحسن بن علي معصوم عند الرافضة- فكيف بايعه على الخلافة وفي دينه شك؟! ولماذا لم يقاتله؟! ولو افترضنا أن معاوية بدّل -كما يقولون- بعد الخلافة فلماذا لم يخرج عليه الحسن؟! ولو افترضنا أنه بدل بعد موت الحسن فلماذا لم يخرج عليه السيد الكريم الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما؟!

هذان جوابان سريعان لكل عاوية على أمير المؤمنين معاوية! على كل منهم أن يتفكر فيهما ويتدبر!

وقبل أن أختم أحذر المبتدعة من أن يتبادر إليهم حديث (في أصحابي اثنا عشر منافقاً) لأننا سنسألهم مباشرة من أين عرفوا أن أحدهم معاوية؟! ثم سنسألهم عن البقية وكيف عرفوهم! مع العلم بأننا لا نؤمن (بالكشف)! ولا نؤمن بمعصوم سوى سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله! وهل غاب ذلك عن حذيفة كاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين، وهل غاب عن عمر وعثمان الذين ولياه؟! وهل غاب عن الحسن الذي بايعه بالخلافة بعد أن كان هو الخليفة -ونذكر بأن الحسن كان معصوماً عند الرافضة-؟! وهل غاب ذلك عن الحسين كذلك؟! وهل غاب عن عائشة والزبير وطلحة؟! وهل غاب عن من وقفوا في صف معاوية؟! وهل غاب عن من وقفوا مع علي رضي اله عنهم أجمعين؟! سبحان الله! من وافقوه ومن خالفوه ومن قاتلوه كلهم لم يطعنوا في دينه ولم يذكر أحد منهم هذا الحديث ثم بعد خمسة عشر قرناً تكتشفون في معاوية ما لم يكتشفه معاصروه فيه؟! قليلاً من الحياء!

أسأل الله تعالى أن يقينا الفتن ما ظهر منه وما بطن والحمد لله رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير