ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:19 ص]ـ
الحلقة الرابعة
وتشمل بقية أحاديث ابن عمر الخمسة متضمنة الرد على المتعالم ابن ممدوح
الحديث الثاني
(من زار قبري وجبت له شفاعتي - وفي رواية – حلّت).
حديث منكر. اختلف في روايته على موسى بن هلال، فتارة يرويه:
1. "عن عبيد الله بن عمر – المصغر الثقة - عن نافع عن ابن عمر ".
2. "عن عبد الله بن عمر – المكبر الضعيف - عن نافع عن ابن عمر ".
دندن حول هذا الحديث من يريد إثباته، والعمل به أنه من رواية - المصغر الثقة – والصحيح خلافه. وزعم المعترض صاحب كتاب رفع المنارة (ص 236). أن رواية موسى بن هلال عن عبيدالله المصغر رواها عنه خمسة هم:
1. عبيد بن محمد الوراق.
2. جعفر بن محمد البزوري.
3. محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي.
4. الفضل بن سهل.
5. محمد بن عبدالرزاق.
ثم ذكر (ص 238) من روى عن موسى بن هلال عن عبدالله المكبر وهم:
1. علي بن معبد بن نوح.
2. الفضل بن سهل.
3. محمد بن إسماعيل الأحمسي.
4. عبيد الوراق.
ثم رجح المعترض على طريقته في التعالم رواية المصغر لهوى ينصره.
قال مقيده عفا الله عنه: الحديث يرويه عن موسى بن هلال ستة رواة، أربعة رووا عنه كلا الطريقين (المصغر والمكبر)، وانفرد الخامس برواية طريق المصغر، وانفرد السادس برواية طريق المكبر. تفصيل ذلك:
• من روى الطريقين:
الأول: "عبيد بن محمد بن القاسم بن أبي مريم الوراق". وثقه الخطيب في تاريخه (11/ 97).
أخرج طريق (المصغر): الدارقطني في سننه (2/ 278)، وابن خزيمة في صحيحه عزاه له الحافظ في اللسان (7/ 140 ت 8779). والبيهقي في الشعب (3/ 490 ح4160).
أما طريق (المكبر) فقد أخرجه الخطيب في كتابه تلخيص المتشابه (1/ 581).
الثاني: "محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي". وثقه الحافظ في التقريب (ص 826 ت 5769).
وأخرج طريق (المصغر): الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 447). أما طريق (المكبر) فقد أخرجه: ابن عدي في الكامل (6/ 2350). وابن خزيمة في صحيحه عزاه له الحافظ ابن حجر في اللسان (6/ 135).
الثالث: "الفضل بن سهل الأعرج".
قال في التقريب (ص 782 ت 5438): "صدوق". أخرج رواية (المصغر): البيهقي في الشعب (3/ 490 ح 4160). وابن الجوزي في مثير الغرام الساكن (ص273 ح 290). أما طريق (المكبر) فقد أخرجه: السبكي في شفاء السقام (ص 7). والحسيني في (أخبار المدينة) عزاه له السبكي في الشفاء، والراوي عن الفضل رجل مجهول، حيث قال الحسيني: حدثنا رجل من طلبة العلم.
الرابع: "محمد عبدالرزاق".
لم أوفق في العثور على ترجمته. أخرجه القاضي عياض في شفائه، واختلفت طبعات الكتاب في ذلك: ففي بعض الطبعات يروي عن (المصغر)، كطبعة "دار الفكر لعام 1401هـ بدون تحقيق (2/ 83) ". أما رواية (المكبر) ففي طبعة "دار الكتاب العربي بتحقيق البجاوي (2/ 666) "، وشرح الشفا للخفاجي "الطبعة السلفية (3/ 511) ".
فهؤلاء الأربعة رووا كلا الطريقين عن موسى بن هلال.
• من تفرد برواية (المصغر)
تفرد جعفر بن محمد البزوري - لم أوفق في العثور على ترجمته وهو من شيوخ الطبري - برواية المصغر، التي أخرجها العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 170).
• من تفرد برواية (المكبر)
تفرد علي بن معبد بن نوح، برواية المكبر التي أخرجها الدولابي في الكنى (2/ 64). وثقه في التقريب (ص 705 ت 4835).
ترجيح الأئمة رواية المكبر
أقوى دليل صريح صحيح في هذه المسألة هو استنكار عبيدالله بن عمر - المصغر – من قيام ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بزيارة القبور الثلاثة إذا قدم من سفر أو أراده، كما رواه عبدالرزاق المصنف (3/ 576) فقال: "وأخبرناه عبد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر". ثم عقبه باستنكار عبيد الله، فقال: "قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر فقال: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل ذلك إلا ابن عمر".
قال مقيده عفا الله عنه: فهذه شهادة من عبيدالله بن عمر الثقة لهذه القضية، كالمتعجب من فعله وتفرده 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من دون الصحابة رضي الله عنهم، فيستبعد أن يروي عبيدالله حديثا منكرا في الزيارة.
أئمة الحديث وحفاظه عند رواية هذا الحديث ووقوفهم على الخلاف فيه، رجحوا بعد التحقيق أنه من رواية عبدالله المكبر، وهم:
1. الحافظ ابن عدي.
¥