تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[16 - 02 - 05, 05:29 م]ـ

الحلقة العاشرة

مرسل بكير بن عبدالله

(من أتى زائرا إلي وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمنا).

حديث واه. عزاه السبكي للحسيني في "أخبار المدينة"، قال: (محمد بن يعقوب، حدثنا عبدالله بن وهب عن رجل عن بكر)، كذا في المطبوعة. انظر شفاء السقام (ص 40). وذكره ابن عبدالهادي عن السبكي، لكنه قال: عن "بكير" بالتصغير. انظر الصارم المنكي (ص 243).

علة الحديث: [/ CENTER]

الحديث فيه رجل مجهول، وهذا وحده كاف لرد الحديث لكن فيه علة أخرى، وهي الإختلاف بين ما ذكره السبكي وابن عبدالهادي في راوي الحديث هل هو بكر أو بكير، فإن كان بكرا، فقد قال السمهودي: "وبكر بن عبدالله، إن كان المزني فهو تابعي جليل فيكون مرسلا، وإن كان هو بكر بن عبدالله بن الربيع الأنصاري، فهو صحابي". انظر وفاء الوفاء (4/ 1348).

قلت: إن كان هو المزني فهو ثقة جليل من الثالثة، كما في التقريب (ص 175 ت 751). وقد روى عن بعض الصحابة والتابعين من طبقته ومن الرابعة، وهذه الطبقة جل روايتهم عن كبار التابعين، والمزني من أوسطهم، فالله يعلم كم سقط من السند إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وإن كان هو ابن الربيع الصحابي، فالمشكلة أكبر إذ كم سقط بين الراوي المجهول وبين الصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولأجل ذلك قال ابن عبدالهادي في هذا الحديث: "حديث باطل لا أصل له، وخبر معضل لا يعتمد على مثله، وهو من أضعف المراسيل، وأوهى المنقطعات، ولو فرض أنه من الأحاديث الثابتة لم يكن فيه دليل على محل النزاع". انظر الصارم المنكي (ص 243).

[ CENTER] الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة"

تعالم المعترض ف لم يعجبه قول ابن عبدالهادي السابق فشَرِق بذلك فقال: "فمن مجانبة قواعد الحديث قول ابن عبدالهادي… .. وذكر كلامه السابق إلى قال:… تزّيد الرجل جدا وبالغ وتعنت وتشدد، فإسناد الحديث ليس فيه إلا الرجل المبهم، وإمامه أحمد بن حنبل وغيره من أئمة الفقه والحديث يحتجون بالمرسل. ولم يذكر ابن عبدالهادي دليل مقولته لأن قواعد الحديث لا توافقه". انظر رفع المنارة (ص 271).

قال مقيده عفا الله عنه: كلام المعترض فيه تعالم وعار عن التحقيق، وكان الأجدر به أن ينتقد السبكي في سوقه الأحاديث على عواهنها، دون خطام أو زمام كالحديث الذي ساقه بعد أن ذكر هذا الحديث، وكأنه لا يدري ما علم الجرح والتعديل، ولا الحديث الصحيح من الموضوع، حيث قال في الشفاء: "وقد وردت أحاديث أخر في ذلك منها: (من لم يمكنه زيارتي فليزر قبر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام) ". انظر شفاء السقام (ص 40).

قلت: فكيف غاب عن السبكي أن الحديث من الأحاديث الموضوعة على خير البرية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فلو أن المعترض ابن ممدوح ترك تعالمه على ابن عبدالهادي، وصرف همته ووقته في بيان حكم أمثال هذه الأحاديث التي ساقها السبكي في شفائه الممرض لكان أجدى له. وقال ابن عبدالهادي عن حديث زيارة قبر الخليل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "فإنه من الأحاديث المكذوبة والأخبار الموضوعة، وأدنى من يعد من طلبة العلم يعلم أنه حديث موضوع وخبر مفتعل مصنوع، وأن ذكر مثل هذا الحديث المكذوب من غير تبين لحاله لقبيح بمن ينتسب إلى العلم". انظر الصارم المنكي (ص 243).

على الرغم من أن المعترض ذكر حديث زيارة قبر الخليل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبين أنه موضوع. انظر رفع المنارة (ص 287).

فلماذا سكت عن نقد السبكي وعدم تمكنه من علم الحديث، ووجه سهامه الواهنة نحو العلامة ابن عبدالهادي؟

ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 05, 12:31 م]ـ

الحلقة الحادية عشر

حديث بدون إسناد

(من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة).

حديث باطل موضوع لا سند له،

قال النووي: "حديث باطل ليس هو مرويا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا يعرف في كتاب صحيح ولا ضعيف، بل وضعه بعض الفجرة". انظر المجموع (8/ 277).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فهذا ليس في شيء من الكتب لا بإسناد موضوع ولا غير موضوع، وقد قيل: إن هذا لم يسمع في الإسلام حتى فتح المسلمون بيت المقدس في زمن صلاح الدين، فلهذا لم يذكر أحد من العلماء لا هذا ولا هذا، لا على سبيل الإعتضاد، ولا على سبيل الإعتماد". انظر مجموع الفتاوى (27/ 217).

الرد على السبكي والمعترض صاحب كتاب "رفع المنارة"

ومع كون الحديث باطلا إلا أن السبكي ذكره دون بيان ولفظه: (من لم يمكنه زيارتي فليزر قبر إبراهيم الخليل). انظر شفاء السقام (ص 40).

وعلى رغم ذكر الأئمة له في كتب الموضوعات كـ: الزركشي انظر التذكرة في الأحاديث المشتهرة (ص 172). وابن طولون انظر الشذرة في الأحاديث المشتهرة (2/ 171 ح 961)، والسيوطي انظر ذيل الموضوعات (ص 203).

تجرأ السبكي بذكره دون بيان وضعه، كما سكت عن نقده المعترض ابن ممدوح. وأئمة علم الحديث لم يجوزوا ذكر حديث موضوع دون بيان، قال الحافظ العراقي في ألفيته (ص 119):

وكيف كان لم يجيزوا ذِكْره لمن عَلِمْ ما لم يُبَيِّن أَمْرَه

فيا ترى هل المعترض المتعالم وسكوته عن شيخه السبكي، ممن اتبعوا قواعد علم الحديث، اللهم لا!!

حديث بدون إسناد

(رحم الله من زارني وزمام ناقته بيده).

حديث باطل موضوع،

ذكره بعض علماء الحديث في كتب الموضوعات.

انظر تنزيه الشريعة (2/ 176). والأسرار المرفوعة (ص 128 ح 483). المصنوع (1/ 105). الفوائد المجموعة (ص 364 ح 514). النخبة البهية (ص 64 ح 132). كشف الخفاء (1/ 514 ح 1373). أسنى المطالب (ص 151 ح 222).

قال السخاوي في المقاصد: "قال شيخنا _ يعني الحافظ ابن حجر _ إنه لا أصل له بهذا اللفظ". انظر المقاصد الحسنة (ح 514).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير