تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل ان هذا الوصف الذى انتزعه شيخ الاسلام وصف قرانى لخير القرون كما قال عزوجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)

فهذا ما قصده شيخ الاسلام انهم المزكون من قبل رب العالمين، ومن اقتدى بهديهم.

والدليل على ما ذكرت اخى الحبيب حفظك الله هو كلام شيخ الاسلام نفسه فى اول هذه الفتوى اقصد (الفتوى الحموية) واليك اخى موضع النقل

مجموع الفتاوى ج: 5 ص 27:5

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده سئل شيخ الإسلام العالم الربانى تقى الدين أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ما قول السادة العلماء أئمة الدين فى آيات الصفات كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى على العرش وقوله ثم استوى الى السماء وهى دخان الى غير ذلك من آيات الصفات و أحاديث الصفات كقوله ان قلوب بنى آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن وقوله يضع الجبار قدمه فى النار الى غير ذلك وما قالت العلماء فيه وأبسطوا القول فى ذلك مأجورين ان شاء الله تعالى

فأجاب رضى الله عنه الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهذا هو الواجب على جميع الخلق فى هذا الباب وغيره فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم الى صراط العزيز الحميد وشهد له بأنه بعثه داعيا اليه بإذنه وسراجا منيرا وأمره ان يقول (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) فمن المحال فى العقل والدين أن يكون السراج المنير الذى اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور وانزل معه الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وأمر الناس ان يردوا ما تنازعوا فيه من أمر دينهم الى ما بعث به من الكتاب والحكمة وهو يدعو الى الله والى سبيله بإذنه على بصيرة وقد اخبر الله بأنه أكمل له ولأمته دينهم واتم عليهم نعمته محال مع هذا وغيره ان يكون قد ترك باب الايمان بالله والعلم به ملتبسا مشتبها ولم يميز بين ما يجب لله من الأسماء الحسنى والصفات العليا وما يجوز عليه وما يمتنع عليه فإن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية وأفضل وأوجب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وأدركته العقول فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول وافضل خلق الله بعد النبيين لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا.

ومن المحال ايضا أن يكون النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد علم أمته كل شىء حتى الخراءة وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدى الا هالك) وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما صح عنه أيضا (ما بعث الله من نبى الا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم) وقال أبو ذر لقد توفى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وما طائر يقلب جناحيه فى السماء الا ذكر لنا منه علما) وقال عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (قام فينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مقاما فذكر بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه) رواه البخارى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير