الله عز وجل:] ولله الأسماء الحسنى [[الأعراف: 180]، ليس فيها أي شيء من النقص ولهذا جاءت باسم التفضيل المطلق.
إذا قال قائل: فهمنا الصفات وأقسامها، فما هو الطريق لإثبات الصفة مادمنا نقول: إن الصفات توقيفية؟
فنقول: هناك عدة طرق لإثبات الصفة: الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى:] إن الله عزيز ذو انتقام [[إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله:] إنا من المجرمين منتقمون [[السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من] وكلم الله موسى تكليماً [[النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم انتهى كلامه رحمه الله.
*******
وقال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة
الطريق الثالث إنه قد ثبت بصريح العقل أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله سبحانه يوصف بالكمال منهما دون النقص ولهذا لما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت ولما تقابل العلم والجهل وصف بالعلم دون الجهل وكذلك العجز والقدرة والكلام والخرس والبصر والعمى والسمع والصمم والغنى والفقر ولما تقابلت المباينة للعالم والمداخلة له وصف بالمباينة دون المداخلة وإذا كانت المباينة تستلزم علوه على العالم أو سفوله عنه وتقابل العلو والسفول وصف بالعلو دون السفول وإذا كان مباينا للعالم كان من لوازم مباينته أن يكون فوق العالم ولما كان العلو صفة كمال كان ذلك من لوازم ذاته فلا يكون مع وجود العالم إلا عاليا عليه ضرورة ولا يكون سبحانه إلا فوق المخلوقات كلها ولا تكون المخلوقات محيطة به أصلا وإذا قابلت بين هذه المقدمات ومقدمات شبه المعطلة ظهر لك الحق، انتهى كلامه رحمه الله
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:30 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
رفع الله قدرك وغفر ذنبك أخي أبو المنذر.
أخي عبدالرحمن أسأل الله لك علما نافعا وعملا صالحاً .. آمين.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[21 - 01 - 05, 05:59 م]ـ
الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابو عبد الباري وفقه البارى
لازلت أقول:
يبدو والله اعلى واعلم انه لا إشكال فيما نقلت عن ابن عبد الهادى رحمه الله فيما نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله:
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث".
فانه رحمه الله صدر كلامه بقوله (أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله)
ثم ختمه بقوله رحمه الله (لا يتجاوز القرآن والحديث)
وجعل بينهما هذه الكلمة التى سببت عندك إشكال ولا إشكال بإذن الله عز وجل وهى قوله رحمه الله (و بما وصفه به السابقون الأولون)
الا ترى اخى انه انه صدرها بما وصف الله عزوجل نفسه او وصفه به رسوله _ فهذا هو الإمام المقتدى به وهم اى السلف السابقون الاولون به مقتدون لايتجاوزن القرآن والحديث، ولانهم اكثر الناس اتباع للكتاب والسنة، ثم جعل القران والحديث قاضيا عليهم لانه لاعصمة لاحد بعد رسول الله.
ولان اهل السنة والجماعة يتميزون عن غيرهم بأنهم للاصحاب النبى محبون ولهم مقدمون كما قال عزوجل عن الذين يأتون من بعدهم أنهم يقولون (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)، بالاثار السلفية يحتجون لانهم لانهم هم الذين قاتلوا على تنزيله و وهم اولى بفهم تأويله.
¥