الوجع قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل ربنا الله الذى فى السماء وذكره وقوله فى حديث الأوعال والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما أنتم عليه رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وقوله فى الحديث الصحيح للجارية أين الله قالت فى السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فانها مؤمنة وقوله فى الحديث الصحيح ان الله لما خلق الخلق كتب فى كتاب موضوع عنده فوق العرش ان رحمتى سبقت غضبى وقوله فى حديث قبض الروح حتى يعرج بها الى السماء التى فيها الله تعالى.
وقول عبدالله بن رواحة الذى أنشده للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأقره عليه
شهدت بأن وعد الله حق وان النار مثوى الكافرينا
وان العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وقول أمية بن أبى الصلت الثقفى الذى أنشد للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال آمن شعره وكفر قلبه حيث قال:
مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا فى السماء أمسى كبيرا
البناء الأعلى الذى سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا
شرجعا ما يناله بصر العين ترى دونه الملائك صورا
وقوله فى الحديث الذى فى المسند ان الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه اليه أن يردهما صفرا وقوله فى الحديث يمد يديه الى السماء يقول يا رب يا رب الى أمثال ذلك مما لا يحصيه الا الله مما هو أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التى تورث علما يقينا من ابلغ العلوم الضرورية ان الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى الى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش وأنه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم فى الجاهلية والإسلام الا من اجتالته الشياطين عن فطرته.
ثم عن السلف فى ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو الوفا.
ثم ليس فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا عن أحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم باحسان ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والإختلاف حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا.
ولم يقل أحد منهم قط أن الله ليس فى السماء ولا أنه ليس على العرش ولا أنه بذاته فى كل مكان ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه و لا أنه لا متصل ولا منفصل ولا أنه لا تجوز الاشارة الحسية اليه بالأصابع ونحوها بل قد ثبت فى الصحيح عن جابر ابن عبدالله أن النبى لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات فى أعظم مجمع حضره الرسول جعل يقول الا هل بلغت فيقولون نعم فيرفع اصبعه الى السماء ثم ينكبها اليهم ويقول اللهم اشهد غير مرة وأمثال ذلك كثيرة
فلئن كان الحق ما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة فى
الكتاب والسنة من هذه العبارات ونحوها دون ما يفهم من الكتاب والسنة إما نصا وإما ظاهرا فكيف يجوز على الله تعالى ثم على رسوله ثم على خير الأمة أنهم يتكلمون دائما بما هو اما نص واما ظاهر فى خلاف الحق ثم الحق الذى يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجىء انباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التى يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها!!
لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا فى معرفته على مجرد عقولهم وان يدفعوا بما اقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا أو ظاهرا لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا فى أصل الدين.
فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء أنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز وجل وما يستحقه من الصفات نفيا واثباتا لا من الكتاب ولا من السنة ولا من طريق سلف الأمة.
ولكن انظروا أنتم فما وجدتموه مستحقا له من الصفات فصفوه به سواء كان موجودا فى الكتاب والسنة أو لم يكن وما لم تجدوه مستحقا له فى عقولكم فلا تصفوه به.
¥