تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وجد الصوفية وإشكال في كلام ابن عابدين]

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 - 01 - 05, 01:08 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

أما بعد،،

فكلنا يعرف الصوفية و تخريفهم و ما يقومون به من أمور هي أقرب لطقوس المشعوذين

و من نزل عندنا في الأزهر و قرب من مسجد الحسين قد يرى رجلا يرتدي ثيابا خضراء، و شد على وسطه حزاما عريضا من جلد المعز غير النزوع الشعر، و لف على رأسه عمامة كبيرة خضراء لفا عشوائيا ..

و كنت آخذا على نفسي أن أكون منصفا في الحكم على أي طائفة أو اتجاه دون تأثير نفسي تجاه حب هذه الطائفة أو بغضها ... فكنت أعرض ما لديهم على الكتاب و السنة و تراثنا الفقهي و الفكري لأرى مكانها من ذلك، و لكني حين رأيت هذا الرجل ما أعطاني عقلي فرصة حتى أقوم بهذه المعادلة أو الاختبار ..

بل فقط تبادر إلى عقلي سؤال // هل لو أصبح المسلمون جميعا مثل هذا الرجل، فارتدى الجميع الأخضر و لم يهتموا بنظافة ثيابهم و هيئتهم، و لم يعرفوا شيئا عن حال الأمة وواقعها، بل جلسوا في حلقات الذكر ـ أو الغناء حقيقة ـ .. كيف يكون حال أمتنا؟!

سرت يوما في حارة ضيقة عتيقة بالحسين متجها إلى مكتبة، فمررت على هذا الرجل الموصوف و بجانبه (مسجل) وقد وضع فيه شريطا لغناء و نغمة صوفية هي اقرب للفن المصري الريفي القديم حيث الراقصة العارية (الغازية) وحيث الرجل الذي يغني وينشد ممسكا بالعصا (المغنواتي) و رجل آخر يدق على الطبلة (المطبلاتي) .. و الله يا إخوان ما علمت الفرق بين المغنواتي و الصوفي إلا بشيء من التركيز فيما يقال من تخريف، ووجدت هذا الرجل الأخضر مغمضا عينيه باسطا ذراعيه و يهز رقبته و ذراعيه كأنه يؤدي رقصة البجعة!!

ذهبت إلى المكتبة، ثم خرجت منها لأجد هذا الرجل و معه طفله الصغير الذي يلبسه قميصا أخضرا و قلنسوة خضراء، ليظهر الطفل و ابوه في صورة غاية من الكوميديا ...

تابعته بنظري فاستوقفه شاب من العوام فسلم عليه وطأطأ رأسه ووضع الرجل الأخضر يده على رأسه متمتما بكلمات، و في النهاية شبّ شبّة قوية ناظرا إلى السماء و أحسبه كان يشهق أو شيئا من هذا القبيل ... ثم اعتدل وأخرج الشاب نقودا أعطاها للصغير و لكن كان واضحا أن الرجل ينتظرها بل و أذكر أنه نبهه عليها ليعطيها للطفل

هذه صورة واحدة تمثل هؤلاء المخابيل المهاويس .. أو بمعنى أصح (العقلاء النصوص) الذين ينهبون أموال الناس باسم الشفاء و التعاويذ وحب آل البيت .. حتى نستطيع أن نجزم بأن الدخل السنوي لصندوق نذور الحسين يصلح لأن يكون من موارد الدخل في محافظة القاهرة

هذه صورة استطرادية أوردتها قبل الدخول في الموضع المقصود ليزداد بغض و احتقار المسلمين لهذه الطائفة الفاسقة، و التي أكاد أختنق حين أجد السياح من أوروبا و غيرها ينظرون إليهم و يصورونهم على أنهم هم المسلمون النسّاك المتعبدون

و لا حول و لا قوة إلا بالله العليّ العظيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر ابن عابدين في رسالته (شفاء العليل و بل الغليل في إبطال الوصية بالختمات و التهليل) كلاما حسنا في هؤلاء الذين ذكرتهم، و أنهم من الفسقة و السارقين لأموال الناس، و المعبدون لشهواتهم الدنيئة

وقد قرأت رسالته هذه منذ مدة و كنت أتريث لعلي أجد وجها لما ذكره و لما أشكل عليّ

و لكن ما هناك من بد للاستفسار

قال ابن عابدين في رسالته المذكورة:

((و لا كلام لنا مع الصدقة من ساداتنا الصوفية، المبرئين عن كل خصلة ردية، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد أن أقواما يتواجدون ويتمايلون فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإنهم قوم قطعت الطريق أكبادهم، و مزّق النصب فؤادهم، و ضاقوا ذرعا فلا حرج عليهم إذا تنفسّوا مداواة لحالهم، و لو ذقت مذاقهم عذرتهم في صياحهم وشق ثيابهم اهـ)) مجموع الرسائل 1/ 173 دار عالم الكتب

فأره بعد أن أغلق الباب فتحه على مصراعيه، وبعد أن كانت رسالته حجة على هؤلاء و مما قصد بتصنيفه إبطال ما هم عليه، صارت رسالته حجة لهم و مما صنف لتثبيت ما هم عليه

فما توجيه إخواننا من طلبة العلم؟

و جزاكم الله تعالى خيرا

كتبه / محمد رشيد

ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 02:27 ص]ـ

لعل هذا يفيد

موقف ابن عابدين الفقيه

من الصّوفية والتصوّف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير