تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ البطيخي .. معلم عبد الباسط والمنشاوي]

ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 10:50 ص]ـ

[الشيخ البطيخي .. معلم عبد الباسط والمنشاوي]

10/ 11/2004

محمد سليمان**

الشيخ عبدالصبور البطيخي العريف الذي كان يشرف على الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

في هذه القرية النائية في أقصى جنوب صعيد مصر وعلى يد هذا الشيخ المجهول المغمور في زوايا النسيان بأحد الكتاتيب تعلم وتربي واحد من أجمل الأصوات التي رتلت القرآن الكريم في عصرنا هذا حتى صار اسمه عنوانا لمدرسة خاصة في ترتيل كتاب الله، تخرج فيها وتربى عليها ملايين المسلمين في أنحاء العالم اعتادوا جميعهم سماع القرآن من صوت السماء: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

فى قرية "أصفون المطاعنة" إحدى قرى مركز إسنا بمحافظة قنا وعلى بعد 700 كم جنوب القاهرة يعيش الشيخ عبد الصبور البطيخى مقرئ ومحفظ القرآن الذي كان عريفاً كبيراً في كُتَّاب القرآن الذي تعلم فيه الشيخان عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي. لقد كان من حظي أن ألتقي الرجل في رمضان الماضي حيث جري بيننا حوار طويل، لكن شاء القدر أن يتأخر نشره وحين أذن الله كان الرجل قد انتقل إلى رحاب ربه.

قرية العلماء وإمارة القطر

مدخل قرية أصفون التى عاش فيها أشهر القراء

كانت بداية رحلتي له من قريته أصفون المطاعنة إحدى أقدم قرى الصعيد، عُرفت أيام الفراعنة باسم "صفيانست" وهي كلمة هيروغليفية تعني أرض الكنوز واشتهرت أيام الفراعنة بالسحر والكهانة، كما أطلق عليها العبرانيون اسم "صافون" وعرفت في العصر الحديث باسم "أصفون"، ومن أعلامها الذين تكلموا عنها الشيخ "سليمان حسن عوف" الذي وفد من المغرب عام 753 هجرية حيث قال عنها: إن أصفون تعرف بالآثار والكنوز وهي من أعجب الأراضي في العالم وأسماها الترك "الكولة" وقديما كان اسم هذه المنطقة "خوربر عام" لأن بها معبدا به أربعون فارسا من الجن وعند المعبد ثلاثة أحجار من الجرانيت الأسود مكتوب عليها باللغة السريانية والهيروغليفية والديماتوكية: مَن فك تلك الرموز والطلاسم فُتح له المعبد، ودخل هذه القرية القائد غانم عياض الأشعري بعد أن فتحت مصر وبعده حكمها العباسيون أبناء عقيل، وبها مسجد عتيق بناه الصحابي عمرو بن العاص وقيل إن هذا المسجد هدم وبنى 7 مرات.

أصبحت أصفون بعد ذلك منبعا للعلم والدين نبغ فيها كثير من العلماء وحفظة القرآن، ومن مؤسسي العلم في هذه القرية محمد بن الخطيب العقيلي وهو من أوائل من درسوا العلوم الشرعية، وحفظ أبناؤه القرآن وعلموه الناس من بعده، ومن بين أعلام أصفون أيضا أبو حمزة الأصفوني من تلاميذ الإمام البخاري وعبد الحميد بن أبان الأصفوني وله كتب في الملل والنحل وكان واحدا من تلاميذ الإمام ابن حزم، وكان بها القاضي بن مسكين فقيه المالكية وهو من مواليد هذه القرية، وعرف عن أهل أصفون حبهم للعلم حتى اشتهرت بين القرى المجاورة "بإمارة القطر".

أصفون ورحلة الكتاتيب

وعن أصفون المطاعنة يقول ابن بطوطة: "دخلت هذه القرية فوجدت فيها الفقه بأحكامه واختلافات مذاهبه، والتفسير بأركانه، والأدب برواياته، والشعر بأوزانه، وأنساب العرب حتى إن الناس وطلاب العلم يأتون من المنيا وأسيوط يأخذون الفتاوى من علماء أصفون وتؤخذ بفتيتهم". وختم ابن بطوطة حديثه عنها بقوله: "إنها مدينة ظاهرة وبالعلماء زاخرة".

وكان الكتاب في قرية أصفون هو الخطوة الأولى لطلاب العلم وكان أول كتاب في هذه القرية هو كتاب "ديوان المآذنة" والذي أسسه الشيخ الصادق الخطيب وكتاب الشيخ محمود الطوبي ثم كتاب الشيخ أحمد بهجت وكتاب الشيخ أحمد أبو المكارم والذي كان عريفا في كتاب الشيخ الطوبي.

ويرجع بنا الشيخ البطيخي بذكرياته ومشواره مع القرآن قائلا: تبرع أهل القرية بقطعة أرض لتأسيس الجمعية الأزهرية عام 1926 وكان الغرض من إنشائها تحفيظ القرآن الكريم بالقراءات السبع، أنشأها محمد بك النوبي عمدة القرية في ذلك الوقت بالجهود الذاتية، وجاء بالشيخ محمد سليم حمادة المنشاوي من مدينة "المنشأة" بمحافظة سوهاج لتحفيظ القرآن لأبناء القرية والقرى المجاورة، وكان الشيخ محمد سليم يحفظ القرآن بالقراءات السبع، وتتلمذ على يده الكثير من أبناء القرية ومن أشهرهم "أحمد فراج" أول وزير خارجية بعد الثورة والشيخ الليثي الحبولي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير