أولا: أنك إذا أردت استشكال كلام ما لإماما ما فلا يصح أن تبادر بنفي الكلام أو ادعاء كذبه فهذا خطأ شديد إذا لم يكن تحت يدك دليل واضح بين يتكون من وجهين:
الأول: أن يكون عندك نقولات صحيحة عن ابن تيمية رحمه الله تعالى مضادة لهذا الكلام بحيث لا يستطاع الجمع بينهما.
الثاني: أن يكون عندك نسخ أخرى من مجموع الفتاوى أو من الجزء الخاص الذي نقلت عنه ذاك النقل المستشكل، فتكتشف التحريف أو الدس أو الزيادة أو النقص.
أما بدون هذين الأمرين فلا مجال لما قلته.
ثانيا: قولك: لا شك عندي أن هذا الكلام مدسوس على شيخ الإسلام أو فيه رائحة تحريف لأن النص المذكور ينقل المسائل الاعتقادية المذكورة إلى فرعية، وبذلك يكون الخطأ فيها مغفور، لأنه خطأ في الاجتهاد.
فأقول لك تريث بعض الشيء أخي الحبيب في تلك الإطلاقات واذكر كلمة كان يوصيني بها أحد مشايخي بارك الله تعالى في عمره حينما كان يراني أوقات أجزم بنفس طريقتك في بعض المسائل كان يقول:
اجعل لك خط رجعة حتى لا يعرف عنك الإستعجال وعدم التدقيق.
ثالثا: وأنت أعلم بحالكم أخي المبجل، وسامحنى على ذلك التنبيه فإن كلمة مثل كلمتك السابقة بنفس قوتها لا تقبل إلا من رجل عرك كتب ابن تيمية عركا وحفظها حفظا ودرس أصول ابن تيمية في الخلاف، ومتى يعذر ومتى لا يعذر، معارضا أصوله بأصول غيره من العلماء، جهد كبير يحتاج لسنين واتساع أفق وصبر عجيب خصوصا مع ابن يتيمة وطريقة تأليفه وتشعب أبحاثه المنبثقة من مسألة واحدة.
ثم أقول لك شيئا آخيرا وهو:
لولا أنا أمرنا بتقديم حسن الظن لأسأنا بك الظن، وخصوصا مع طريقة عرضك للموضع الذي استشكلته وقوة جزمك برأيك فيه، ثم قولك: وبذلك نخرج النصوص المدسوسة والمحرفة من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكلامك هذا فيه إشارة خفية إلى أن كتب شيخ الإسلام فيها أشياء مدسوسة ويترتب عليه عدم الثقة في الكلام الموجود فيها حتى تقوم اللجنة التي تريدها بمهمتها أولا، دعوى عريضة لا دليل عليها و كلامك ينشأ في نفس قارئه ريبة من جهتكم أليس كذلك أخي؟ مع العلم أن المطالع أدنى مطالعة لكتب ابن تيمية رحمه الله تعالى، بل وأصول منهج أهل السنة والجماعة في العذر للمخالف ولو في مسائل الإعتقاد – مع اعتبار العوارض والموانع وجودا وعدما - ليعلم علم اليقين خطأ طرحك، فالنصيحة أخي الحبيب أن تتريث ثم تتريث قبل أن تخط شيئا تندم عليه بعد.
وفققك الله تعالى لما يحبه ويرضاه , وأيدكم بروح منه ونعمة، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 12:07 ص]ـ
بعض الطَّلبة -هداهم الله-، ولست أقصد أخي الباز بالتَّحديد، إذا أستنكر كلامًا لأحد العلماء، ولم يفهمه قام بالتَّشكيك، وطعن من أخرج تلك النُّصوص، ونسوا أنَّ من أخرجها أعلم منهم، وأنَّ كلام العالم قد يكون في مواضع متشابه، فإذا كلام الله فيه متشابه فكلام البشر أولى؛ لذلك يردُّ المتشابه إلى المحكم.
وغير ذلك هؤلاء العلماء حاضرون بيننا من منهم أنكر شيئا من هذا الكلام، أقصد الكبار الّذين أخذوا العلم على كبار مثلهم، ورضعوا العلم رضعا، واتصل سند تعلّمهم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلّم.
ثم من لم ينكره له عقل كما لمثلهم، فإذا لم ينكروه فليسأل، قبل تضخيم الأمور والتَّشكيك، والتَّهويل.
ولست أقصد-ختامًا- أحدًا بعينه، وإن فهم بعض النَّاس ذلك، ولكنِّي أردت النَّصيحة.
والله أعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:02 ص]ـ
- وبعض الناس يعيد التعقيب والتكرير بما تقدم التعقيب به مرة أخرى وأخرى؟!
النصيحة إذا كثرت وكرّرت أملَّت ونفَّرت!
ـ[باز11]ــــــــ[02 - 02 - 05, 10:36 ص]ـ
أشكر الاخوة على الكلمات التي قالوها لكن الكلام يحتاج الى تفصيل والى تبصر فكل مسأله مذكورة قد ناقشها شيخ الاسلام بطريقة أخرى في كتبه وبين ضلال المخالف كمسائل الرؤيه وارادة الافعال وقطعيت القران حرفا حرفا والاجماع على التفضيل وغير ذلك ثم الاجماع بعد الاختلاف فيه نظر فان الاقوال لاتموت بموت اصحابها والحاصل ان بحث شيخ الاسلام حل المسائل المذكورة يفيد انها من القطعيات التي يضلل بها المخالف فكيف تكون هنا اجتهادية ولذك توقفت في هذا النص لما اعرفه عن غيرة وعلم شيخ الاسلام فارجو عدم التسرع والنظر الى كل مسألة بمفردها وعند ذلك نفهم ورحم الله شيخ الاسلام
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 02 - 05, 12:28 م]ـ
أخي الكريم باز أرجو أن تتدبر النقول التي وضعناها عن شيخ الإسلام وما ذكرته من قولك:"ان بحث شيخ الاسلام حل المسائل المذكورة يفيد انها من القطعيات التي يضلل بها المخالف فكيف تكون هنا اجتهادية " .....
لم يقل أحد بأن القطعيات أصبحت اجتهادية وإنما الكلام في: هل يعذر من استفرغ وسعه في طلب مرضاة الشارع واجتهد للوصول إلى الحكم الشرعي ولكن خفيت عليه بعض النصوص ... هل يعذر مثل هذا أم لا؟ وتدبر حديث الرجل الذي أمر بإحراقه وشك في قدرة الله ثم تأمل تعليق شيخ الإسلام على الحديث بأن المجتهد أولى بالعذر من هذا وأرجو أخي الكريم ألا تعلق على الكلام أو تكتب ردا حتى تتأمل موضع الإشكال، وأحسب أن من رد عليك يعلمون جيدا أقوال شيخ الإسلام في كتبه وليس من كتاب واحد وأظنهم لم يتسرعوا في الجواب والأمر واضح ولله الحمد، ونحن هنا جميعا في هذا الملتقى المبارك هدفنا وضالتنا وغايتنا-إن شاء الله- الوصول إلى الحق فليس فينا غالب ولا مغلوب بل طالما أنا نتحرى السنة في العقيدة والعمل ونهج السلف فإننا نكمل بعضنا ونسأل الله لنا جميعا الفهم والهداية.
¥