تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(2) رواه ابن ابي عاصم في السنة وابن ابي شيبة وحسن اسناده الحافظ في الفتح وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طرق ورجال احدها رجال الصحيح.

(3) رواه الطبراني وابو نعيم وغيرهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وحسنه الحافظان العراقي وابن حجر وصححه الألباني لشواهده انظر الصحيحة.

ومعنى (اذا ذكر اصحابي فأمسكوا) قال ابو الحسن الأشعري في (رسالته الى أهل الثغر) < ص: 172 > (قال اهل العلم: ومعنى ذلك لا تذكروهم الا بخير الذكر).

وقال صلىالله عليه وسلم: (ان الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه، فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وان سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته) رواه البخاري.

ولا شك عند كل ذي عقل سليم وخلق كريم ودين قويم ان الصحابة هم اول من يتصف بالولاية اتصافا اوليا.

قال الشوكاني رحمه الله: (اعم ان الصحابة لا سيما أكابرهم الجامعين بين الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعلم بما جاء به وأسعدهم الله سبحانه وتعالى بمشاهدة النبوة وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء، وبذلهم انفسهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى حتى صاروا خير القرون بالأحاديث الصحيحة. فهم خيرة الخيرة،لأن هذه الأمة هي كما اكرمهم الله به بقوله: (كنت خير أمة أخرجت للناس)، وكانا الشهداء على العباد كما في القرآن العظيم فهم خير العباد جميعا، وخير الأمم سابقهم ولاحقهم، واولهم وآخرهم وهؤلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم هم خير قرونهم، وأفضل طوائفهم الى يوم القيامة.

فتقرر بهذا ان الصحابة رضي الله عنهم خير العالم بأسره من أوله لآخره، لا يفضلهم أحد الا الأنبياء والملائكة، ولهذا لم يعدل مثل أحد ذهبا مد أحدهم، ولا نصيفه.

فاذا لم يكونوا راس الأولياء، وصفوة الأتقياء، فليس لله أولياء ولا أتقياء ولا بررة ولا أصفياء.

وقد نطق القرآن الكريم بان الله قد رضي عن أهل بيعة الشجرة وهم جمهور الصحابة اذ ذاك.

وثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم ثبوتا متواترا ان الله سبحانه اطلع على أهل بدر فقال: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (1). وشهد النبي صلى الله عليه وسلم لجماعة منهم بأنهم من أهل الجنة.

فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: (من عادى لي وليا) يصدق عليهم صدقا أولياء، ويتناولهم بفحوى الخطاب.

فانظر – أرشدك الله – الى ماصارت الرافضة أقمأهم (2) الله تصنعه بهؤلاء الذين هم رؤوس الأولياء ورؤساء الأتقياء، وقدوة المؤمنين واسوة المسلمين، وخير عباد الله اجمعين من الطعن واللعن والثلب والسب والشتم والثلم، وانظر الى أي مبلغ بلغ الشيطان الرجيم بهؤلاء المغرورين المجترئين على هذه الأعراض المصونة المحترمة المكرمة.

فيا لله العجب من هذه العقول الرقيقة، والأفهام الشنيعة، والأذهان المختلة والادراكات المعتلة، فان هذا التلاعب الذي تلاعب بهم الشيطان يفهمه اقصر الناس عقلا، وأبعدهم فطانة، وأجمدهم فهما،

وأقصرهم في العلم باعا، وأقلهم اطلاعا. فان الشيطان لعنه الله سول لهم بان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين لهم المزايا التي لايحيط بها حصر، ولا يحصيها حد ولا عد، أحقاء بما يهتكون من أعراضهم الشريفة، ويجحدون من مناقبهم المنيفة، حتى كأنهم لم يكونوا هم الذين أقاموا أعمدة الاسلام بسيوفهم، وشادوا قصور الدين برماحهم، واستباحوا الممالك الكسروية، وأطفأوا الملة النصرانية والمجوسية، وقطعوا حبائل الشرك من الطوائف المشركة من العرب وغيرهم، وأوصلوا دين الاسلام الى أطراف المعمورة من شرق الأرض وغربها ويمينها وشمالها، فاتسعت رقعة الاسلام وطبقت الأرض شرائع الايمان، وانقطعت علائق الكفر وانقصمت حباله، وانفصمت أوصاله، ودان بدين الله سبحانه الأسود والأحمر، والوثني والملي.


(1) أخرجه البخاري ومسلم.
(2) دعاء عليهم بمعنى اذلهم وحقرهم وصغرهم، والقميء الذليل والحقير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير