تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا اذا كان لا يدري بهذا ويزعم ان له سلفا في هذه المعصية العظيمة والخصلة الذميمة، فقد غره الشيطان بمخذول مثله، ومفتون مثل فتنته، وقد نزه الله عز وجل علماء الاسلام سابقهم ولاحقهم ومجتهدهم ومقلدهم عن الوقوع في هذه البلية الحالقة للدين المخرجة لمرتكبها من سبيل المؤمنين الى طريق الملحدين.

موقف أهل البيت من الصحابة

فان زعم أنه قد قال بشيء من هذا الضلال المبين قائل من أهل البيت المطهرين، فقد افترى عليهم الكذب البين، والباطل الصراح فانهم مجموعون سابقهم ولاحقهم على تعظيم جانب الصحابة الأكرمين، ومن لم يعلم بذلك فلينظر في الرسالة التي الفتها في الأيام القديمة التي سميتها (ارشاد الغبي الى مذهب أهل البيت في صحب النبي) * فاني نقلت فيها نحو أربعة عشر اجماعا عنهم من طرق مروية عن اكابرهم وعن التابعين لهم المتمسكين بمذهبهم.

فيا أيها المغرور بمن اقتديت، وعلى من اهتديت، وباي حبل تمسكت، وفي أي طريق سلكت، يا لك الويل والثبور، كيف أذهبت دينك في أمر يخالف كتاب الله سبحانه، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويخالف جميع المسلمين منذ قام الدين الى هذه الغاية، وكيف رضيت لنفسك أن تكون خصما لله سبحانه ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولسنته ولصحابته ولجميع المسلمين؟!!! أين يتاه بك، والى أي هوة يرمى بك، أنا تخرج نفسك من هذه الظلمات المتراكمة الى الأنوار هذا الدين الذي جاءنا به الصادق المصدق عن رب العالمين، وأجمع عليه المسلمون أجمعون، ولم يخالف فيه مخالف يعتد به في اجماع المسلمين، اللهم الا ان يكون رافضيا خبيثا، أو باطنيا ملحدا، أو قرمطيا جاحدا، أو زنديقا معاندا (1).


(1) – قطر الولي < ص: 292 - 298 >.
ثالثا: اقوال السلف الصالح والعلماء
التابعين لهم باحسان

قال ابن عمر رضي الله عنهما: (لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة) وفي رواية (خير من عبادة أحدكم عمره) (1).
عن ميمون بن مهران قال: قال لي ابن عباس احفظ عني ثلاثا: (اياك والنظر في النجوم فانه يدعو الى الكهانة، واياك والقدر فانه يدعو الى الزندقة، واياك وشتم أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيكبك الله في النار على وجهك) (2).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسبوهم) (3).
روى مسلم في صحيحه أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل على عبيد الله بن زياد فقال: (أي بني، اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان شر الرعاء الحطمة، فايلك أن تكون منهم، فقال له: اجلس فانما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قال: وهل كانت لهم نخالة؟ انما كانت النخالة بعدهم، وفي غيرهم).
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: (ان شر الرعاء الحطمة، قالوا: هو العنيف في رعيته لا يرفق بها في سوقها ومرعاها بل يحطمها في ذلك وفي سقيها وغيره ويزحم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير