تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن حجر الهيتمي: (عد ما ذكر – أي بغض الأنصار وشتم واحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين – كبيرتين هو ما صرح به غير واحد وهو ظاهر، وقد صرح الشيخان وغيرهما أن سب الصحابة كبيرة، قال جلال البلقيني: (وهو – أي سب الصحابة – داخل تحت مفارقة الجماعة وهو الابتداع المدلول عليه بترك السنة، فمن سب الصحابة رضي الله عنهم أتى كبيرة بلا نزاع (3). ثم قال أيضا (فقد نص الله تعالى على أنه رضي عن الصحابة في غير آية، قال تعالى:

(والسابقون--- ورضوا عنه) < التوبة: 100 >. فمن سبهم أو واحد منهم فقد بارز الله بالمحاربة أهلكه وخذله، ومن ثم قال العلماء: اذا ذكر الصحابة بسوء كاضافة عيب لهم وجب الامساك عن الخوض في ذلك بل ويجب انكاره باليد ثم باللسان ثم بالقلب على حسب الاستطاعة كسائر المنكرات بل هذا من أشرها وأقبحها، ومن ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من ذلك بقوله: (الله الله) أي احذروا الله أي عذابه وعقابه على حد قوله (ويحذركم الله نفسه)

وكما تقول لمن تراه مشرفا على الوقوع في نار عظيمة: النار النار أي احذرها، وتأمل أعظم فضائلهم ومناقبهم التي نوه بها صلى الله عليه وسلم حيث محبتهم محبة له وبغضهم بغض له، وناهيك بذلك جلالة لهم وشرفا فمحبتهم عنوان محبته وبغضهم عنوان بغضه)).


(1) - الامامة والرد على الرافضة
(2) -شرح مسلم
(3) - الزواجر.
ثم قال أيضا (أي ابن حجر الهيتمي): (وانما يعرف فضل الصحابة من تدبر سيرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثرهم الحميدة في الاسلام في حياته وبعد مماته فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وأكمله وأفضله فقد جاهدوا في الله حق جهاده حتى نشروا الدين وأظهروا شرائع الاسلام ولولا ذلك منهم ما وصل الينا قرآن ولا سنة ولا أصل ولا فرع فمن طعن فيهم فقد كاد أن يمرق من الملة، لأن الطعن فيهم يؤدي الى انطماس نورها (ويابى الله – الكافرون) التوبة: 32،. وقال محمد بن بشار: (قلت لعبد الرحمن بن مهدي، أحضر جنازة من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: (لو كان من عصبتي ما ورثته).
وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: باع محمد بن عبد العزيز التيمي داره وقال: (لا أقيم بالكوفة، بلد يشتم فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال ابن السمعاني رحمه الله في الاصطلام : (التعرض الى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة) (1).
قال ابو أيوب السختياني: (… ومن أحسن الثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد برىء من النفاق ومن ينتقص أحدا منهم أو بغضه لشيء كان منه فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح والخوف عليه ان لا يرفع له عمل الى السماء حتى يحبهم جميعا ويكون قلبه لهم سليما (2). قال أبو زرعة العراقي: (اذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك ان الرسول عندنا حق والقرآن حق وانما أدى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله وانما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة) (3).
وروى الخطيب بسنده الى عبد الله بن مصعب قال: قال لي امير المؤمنين المهدي (هو الخليفة العباسي أبو عبد الله محمد بن ابي جعفر عبد الله المنصور) يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: زنادقة، قال: ما سمعت أحدا قال هذا قبلك، قال: قلت: هم قوم أرادوا رسول الله بنقص فلم يجدوا أحدا من الأمة يتابعهم على ذلك، فتنقّصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قالوا: رسول الله يصحبه صحابة السوء، فقال: ما أراه الا كما قلت).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير