تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: أجر الاجتهاد وأجر الاصابة. وقطعنا أن معاوية رضي الله عنه ومن معه مخطئون مجتهدون مأجورون أجرا واحدا وأيضا في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن مارقة تمرق بين طائفتين من أمته يقتلها أولى الطائفتين بالحق فمرقت تلك المارقة وهم لخوارج من أصحاب علي أصحاب معاوية فقتله علي وأصحابه فصح أنهم أولى الطائفتين بالحق، وأيضا الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية) "الفصل: 4/ 159 – 161".

وقال أيضا: (فصح أن عليا هو صاحب الحق والامام المفترضة طاعته، ومعاوية مخطىء مأجور مجتهد وقد يخفى الصواب على الصاحب العالم فيما هو أبين وأوضح من هذا الأمر من أحكام الدين فربما رجع اذا استبان له وربما لم يستبن له حتى يموت عليه وما توفيقنا الا بالله عز وجل وهو المسئول العصمة والهداية لا اله الا هو) "الفصل: < ص: 163 > ".

وقال الحافظ الذهبي: (فنحمد الله على العافية التي أوجدنا في زمان قد انمحص فيه الحق واتضح من الطرفين وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين وتبصرنا فعذرنا واستغفرنا، وأحببنا باقتصاد وترحمنا

على البغاة بتأويل سائغ في الجملة أو بخطأ ان شاء الله مغفور وقلنا كما علمنا الله (ربنا -- ءامنوا)

"الحشر: 10 ". وترضينا أيضا عمن اعتزل الفريقين كسعد بن أبي وقاص وابن عمر ومحمد بن مسلمة وسعيد بن زيد وخلق، وتبرأنا من الخوارج المارقين الذين حاربوا عليا وكفروا الفريقين، فالخوارج كلاب النار قد مرقوا من الدين ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود النار كما نقطع به لعبدة الأصنام والصلبان) "السير: 3/ 128 ".

أما ما يحكى ويروى في كتب التاريخ من تشويه سمعة معاوية رضي الله عنه واظهاره بمظهر الرجل الماكر المخادع الشرس المحب للدنيا .. فلا نشك أن ذلك مما عملته أيدي الروافض الضلال.

قال محمد بن عمر بحرق الحضرمي، المتوفي سنة 930: (يجب تعظيم كافة الصحابة رضي الله تعالى عنهم والكف عن القدح في منصبهم الجليل، ويطلب المحامل الحسنة والتأويلات اللائقة بقدرهم فيما ينقل عنهم بعد العلم بصحة ذلك عنهم، وعدم المسارعة الى ما ينقله عنهم المؤرخون والاخباريون، وأهل البدع الضالة المبطلون، وانما المعتمد على ما يورده العلماء الراسخون في علم الحديث والسير بالأسانيد المعتمدة فاذا صح ذلك وجب حمله على أحسن المحامل، لأن تقريره يؤدي الى مناقضة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والخلف في قولهما محال، ثم يؤدي الى هدم أركان الشرع من أصله والازراء بشارعه وناقله وأهله لأن الصحابة هم الذين نقلوا الينا الشرع والتوحيد، والنبوة والرسالة، والاسلام والايمان، والصلاة والزكاة، والصيام والحج، والحلال والحرام الى غير ذلك ومتى تطرقت الأوهام الى القدح فيهم انخرمت عدالتهم، وردت روايتهم وشهادتهم، وصار هذا الدين الذي هو خير الأديان شر الأديان لكونه حمّاله فسقة، وكان القرآن مفترى، والا كان قوله فيهم: (أولئك هم الصادقون) "الحجرات:15". (التائبون العابدون)

" التوبة: 112 (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) "الاحزاب: 23". الى غير ذلك زورا وبهتانا،

وكان الرسول متقولا على الله وقوله: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم) " وقال عمران: فما أدري قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله مرتين أو ثلاثا " (ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن). "متفق عليه".

وقوله: (ويحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين) " رواه ابن عبد البر وابن عدي والبيهقي والحديث حسن كما قالا الحافظان العلائي والسخاوي، ".

الى غير ذلك افكا وباطلا، وكان الخير كله والصدق والنزاهة مع أعداء الله القادحين فيهم الذين

حدثوا بعدهم وأحدثوا بدعهم، لا مع الله ورسوله وأوليائه، وصار جميع الأنبياء والمرسلين المبشرين

برسالة محمد صلى الله عليه وسلم كذبة، والكتب المنزلة عليهم من عند الله مختلقة، وصار جميع العلماء الأحبار، والعارفين بالله الأخيار، من أول الدهر الى آخر الأعصار، على باطل وضلال،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير