قال ابن كثير: (والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم وما بذلوه فيه من الأموال و الأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل). ثم قال: (وقول المعتزلة الصحابة عدول الا من قاتل عليا قول باطل مرذول ومردود).
قال ابن صلاح في مقدمته: (للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم بل ذلك مفروغ منه لكونهم على الاطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة واجماع من يعتد به في الاجماع من الأمة، قال الله تبارك وتعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) "آل عمران: 110". ألآية، قيل: اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تعالى: (وكذلك --- الناس) " البقرة: 142 ". وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ …).
ثم قال: (ان الأمة مجمعة على تعديل الصحابة ومن لابس الفتن منهم، فكذلك باجماع العلماء الذين يعتد بهم في الاجماع احسانا للظن بهم ونظرا الى ما تمهد لهم من المآثر وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الاجماع احسانا للظن بهم ونظرا الى ما تمهد لهم من المآثر وكأن الله سبحانه وتعالى وأتاح الاجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة والله أعلم).
قال ابن حزم رحمه الله: (وكلهم عدل امام فاضل رضى).
قال النووي: (الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم باجماع من يعتد به).
وقال السخاوي: (وهم رضي الله عنهم باتفاق أهل السنة عدول كلهم مطلقا كبيرهم وصغيرهم، لابس الفتن أم لا. وجوبا لحسن الظن ونظرا الى ما تمهد لهم من المآثر من امتثال أوامره بعده وفتحهم الأقاليم وتبليغهم عنه الكتاب والسنة وهدايتهم الناس، ومواظبتهم على الصلاة والزكاة وأنواع القربات من الشجاعة والبراعة والكرم والآثار والأخلاق الحميدة التي لم تكن في أمة من الأمم المتقدمة
وقال ابن الجوزي: (أجمع صالحوا هذه الأمة وعلى رأسهم السلف الكرام على استهجان واستقباح النيل من أحد الصحابة، وهجروا فاعله ورموه بالرزيات وأوقعوا به، شتى العقوبات، وقد توعده القرآن والسنة بالخزي في الحياة وبعد الممات، قال تعالى: (ومن يشاقق --- مصيرا) "النساء:115". ومن المؤمنون حين نزول هذه الآية غير الصحابة؟ فجهنم لمن اتبع غير سبيلهم. فكيف بمن سبهم وشتمهم وأبغضهم؟
قال أبو الحسن الأشعري: (وأجمعوا " أي أهل السنة والجماعة " على النصيحة للمسلمين والتولي لجماعتهم وعلى التوادد في الله والدعاء لأئمة المسلمين والتبري ممن ذم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وازواجه، وترك الاختلاط بهم، والتبري منهم).
قلت: فانظر رحمك الله الى أهل السنة كثّرهم الله كيف ينفرون ويتبرون من كل من ينتقص الصحابة، وتجد بعض الحركيين الحزبيين ينادون ليل نهار بتلك القولة الفاجرة وهي: الدعوة الى التقارب مع الشيعة، الوالغين في دم وأعراض الصحابة رضي الله عنهم فواجب على كل مسلم سلفي غيور على صحابة نبيه أن يتبرأ من كل من لم يتبرأ من أعداء الصحابة أو دعا الى التقارب معهم.
وقد نص أئمتنا على أن الله تعالى يعاقب شاتمي صحابة نبيه بالمسخ في الدنيا.
قال ابن القيم: (وتأمل حكمته تعالىفي مسخ من مسخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم؛ فانها لما مسخت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشبه، وهذا غاية الحكمة.
واعتبر هذا بمن مسخوا قردة وخنازير، كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها!
ثم ان كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشبابهم ونظرائهم، كيف تراها بادية عليها؟ وان كانت مستورة بصورة الانسانية فاقرأ نسخة القردة من صور أهل المكر والخديعة والفسق الذين لاعقول لهم، بل هم أخف الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخداعا وفسقا!
¥