تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فان لم تقرأ نسخة القردة من وجوههم فلست من المتوسمين، واقرأ النسخة الخنازير من الصور أشباههم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرسل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فان هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرؤها كل مؤمن كاتب وغير كاتب! وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه؛ فان الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا، ومن خاصيته أنه يدع الطبيات فلا يأكلها ويقوم الانسان عن رجيعه فيبادر اليه.

فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده منطبقا عليهم؟ فانهم عمدوا الى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرءوا منهم،، ثم والوا كل عدو لهم من النصارى واليهود والمشركين، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار وصرحوا بانهم خير منهم. فأي شبه ومناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير؟! فان لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين!

وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التواتر بمسخ من مسخ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من أن تذكر هاهنا، وقد أفرد لها الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابا).

وقد علق محقق كتاب الأخ الفاضل علي الحلبي في الهامش قائلا: (ولم أر لكتابه المشار اليه ذكرا فيه، فالله أعلم. نعم؛ ذكر في كتابه: (النهي عن سب الأصحاب وبيان ما فيه من العذاب) < 89 – 114 > فضلا بعنوان: (ذكر بعض ما بلي به من كان يشتم الصحابة رضي الله عنهم) وفيه قصص في مسخ بعض أولئك الى خنازير. ثم رأيت ما يؤكد ذلك من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية – شيخ المصنف – في " منهاج السنة النبوية " < 1/ 485 > ثم قال: (وذكر فيه حكايات معرفة في ذلك، وأعرف أنا حكايات أخرى لم يذكرها هو).

وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: (اعلم أن الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل مسلم تزكية جميع الصحابة باثبات العدالة لهم والكف عن الطعن فيهم والثناء عليهم).


حكم من سب الصحابة
وما يترتب على ذلك من عقوبات
اعلم أن سب المسلم ذنب عظيم وخلق ذميم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) "متفق عليه ".
وقال: (لايرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك)
"رواه البخاري ".
وقال: (من لعن مؤمنا فهو كقتله، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله) " رواه البخاري ".
وقال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) " رواه البخاري، ومسلم من وجه آخر ".
فاذا كان هذا الوعيد الشديد يلحق من سب مسلما من رعاع الناس فكيف بمن سب خيرة الناس بعد الأنبياء فالوعيد عليه أشد والخسران به ألحق، قال الله تعالى: (والذين يؤذون --- مبينا) "الأحزاب: 58 ". وقال: (ويل لكل همزة لمزة) قال ابن عباس (همزة لمزة): طعان معياب.
ويا من يقول قول سوء في الصحابة الكرام ولم يتعظ بالمواعظ العظام، وسلك سبيل اللئام ألا تخاف من بطش رب الأنام؟ (فكيف تقدم على شيء لم يكن عليه أمر الله ورسوله وكل ما لم يكن عليه أمرهما فهو رد، أي باطل، كيف وقد أمرك الله ورسوله بخلافه، ونهاك عن سب كل من اتصف بالاسلام كيف وقد أمرك الله تعالى بطلب المغفرة منه لمن سبق كيف وقد وصف الله تعالى نفسه بأنه قد رضي عنهم، أفيرضى عنهم وتسخط عنهم أنت يا عامي يا جاهل، فان قلت: انما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعاء لهم قبل أن يقع ما وقع قلت: هذا كفر لأن الله تعالى عالم بما كان وما سيكون فلو علم لقيد الأمر بمن لم يقع منه شيء وقد أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك كما هو معروف وكان سيتقلب علم الله تعالى جهلا أو أنه وقع شيء وهو لا يعلمه أو أنهم فعلوا شيئا لا قدرة له على دفعه وكل واحد من هذه الثلاثة لا يقول به الا كافر نعوذ بالله من ذلك) " من كتاب (القول الشافي السديد في نصح المقلد وارشاد المستفيد) < لعلي محمد بن علي الشوكاني – وهو ابن العلامة الشوكاني >.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير