تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال العلامة علي القاري: (وأما من سب أحدا من الصحابة فهو فاسق و مبتدع بالاجماع، الا اذا اعتقد انه مباح، كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم، أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم، أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة في فصل خطابهم؛ فانه كافر بالاجماع ولا يلتفت الا خلاف مخالفتهم في مقام النزاع).

وبعد هذا أتركك أخي القارىء مع امام همام وهو شيخ الاسلام بحق ابن تيمية الحراني يفصل لك القول في ذلك، وسأنقل كلامه وان طال لنفاسته وأهميته.

قال رحمه الله " في الصارم المسلول، ص: 570 ": (فصل: حكم من سب أحدا من الصحابة): فأما من سب أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – من أهل بيته وغيرهم – فقد أطلق الامام أحمد أنه يضرب ضربا نكالا، وتوقف عن قتله وكفره.

قال أبو طالب: سألت أحمد عمن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال القتل أجبن عنه، ولكن أضربه ضربا نكالا.

وقال عبد الله: سألت أبي عمن يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أرى أن يضرب. قلت له: حد، فلم يقف على حد، الا أنه قال: يضرب، وقال: ما أراه على الاسلام.

وقال: سألت أبي: من الرافضة؟ فقال: الذين يشتمون – أو يسبون – أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.

وقال في الرسالة التي رواها أبو العباس أحمد بن يعقوب الاصطرخري وغيره: وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان، ووقف قوم، هم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فان تاب قبل منه، وان ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت أو يراجع.

وحكى الامام أحمد هذا عمن أدركه من أهل العلم، وحكاه الكرماني عنه وعن اسحاق والحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم.

وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية، وقال لي: يا أبا الحسن اذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الاسلام).

فقد نص رضي الله عنه على وجوب تعزيره، واستتابته حتى يرجع بالجلد، وان لم ينته حبس حتى يموت أو يراجع، وقال: (ما أراه على الاسلام) وقال: (اتهمه على الاسلام)، وقال: (اجبن عن قتله). وقال اسحاق بن راهويه: (من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس)

وهذاقول كثير من أصحابنا، منهم ابن أبي موسى، قال: (ومن سب السلف من الروافض فليس بكفء ولايزوج، ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة، الا أن يتوب ويظهر توبته)، وهذا في الجملة قول عمر بن عبد العزيز وعاصم الأحول وغيرهما من التابعين.

وروى الامام أحمد عن عاصم الأحول قال: أتيت برجل قد سب عثمان، قال فضربته عشرة أسواط، قال: ثم عاد لما قال، فضربته عشرة أخرى، قال: فلم يزل يسبه حتى ضربته سبعين سوطا.

وهوالمشهور من مذهب مالك، قال مالك: من شتم النبي صلى اللله عليه وسلم قتل، ومن سب أصحابه أدب.

وقال عبد الملك بن حبيب: من غلا من الشيعة الى بغض عثمان والبراءة منه أدب أدبا شديدا، ومن زاد الى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد، ويكرر ضربه، ويطال سجنه حتى يموت، ولا يبلغ به القتل الا في سب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال القاضي أبو يعلي: الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة: ان كان مستحلا لذلك كفر، وان لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر، سواء كفرهم أو طعن في دينهم مع اسلامهم.

وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة وكفر الرافضة.

قال محمد بن يوسف الفريابي، وسئل عمن شتم أبا بكر، قال: كافر، قيل: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسأله، كيف يصنع به وهو يقول لا اله الا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته.

وقال أحمد بن يونس: (لو أن يهوديا ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الاسلام).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير