وقال أخوه عبد الله: ((معاوية أسهم في قتل الحسين عليه السلام لأنه كان يريد أن ينفرد بالملك ويجعله وراثة في بني أمية، وهو من مسلمة الفتح الطلقاء، ومسلمة الفتح نوعان، نوع حسن إسلامه فكان صحابياً فاضلاً مثل حكيم بن حزام وعتاب بن أسيد، ونوع لم يحسن إسلامه مثل معاوية وأبيه وبشر بن أرطأة السفاك عامل معاوية على اليمن، وليس كل صحابي فاضلاً بل فيهم منحرفون عن الجادة مثل سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وجرير بن عبد الله البجلي ورئيسهم الباقي بنص الحديث)) "الحاوي في الفتاوي [3/ 32] – وحقيق أن يسمى بالحاوي للبلاوي -.
وقال أيضاً في " القول المسموع في الهجر المشروع " [ص: 14 – 15]: وكان الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم يعطون الصحابة أعطياتهم المستحقة لهم في بيت المال، وكانوا يقسمونها بالعدل، مع مراعاة من له يد في الإسلام. فلما جاء معاوية آثر أعوانه بالعطاء، وفضله على الأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن …
فذكر أبو أيوب معاوية بالحديث الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص الأثرة، ليتعظ معاوية ويرجع ويتوب! ولكنه لم يرجع بل استمر على غيه وقال: ((أنا أول من صدق)).
يعني أنه أول حاكم صدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقاً عملياً، حيث آثر أعوانه بالعطاء، وهذه جرأة قبيحة تؤذن بأنه لا يقيم لكلام الرسول وزناً)). عن جنة المرتاب لأبي اسحاق الحويني [ص: 167].
سبحان الله! ما هذا التوافق في الرفض والخبث والحقد لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الناس بعد الأنبياء.
والطعن في معاوية رضي الله عنه ديدن الضلال من قديم اتهم الجاحظ معاوية رضي الله عنه بالكفر في رسالة له عن بني أمية ملحقة بكتاب ((النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم)) للمقريزي [ص: 94].
وقد استشرى هذا الداء الى أقلام المعاصرين كما سبق عن الغماريين ومثل ذلك ما ورد عن عباس محمود العقاد في كتابه: ((معاوية بن أبي سفيان في الميزان)) " ص: 66 " حيث يقول عنه: ((ولو حاسبه التاريخ حسابه الصحيح، لما وصفه بغير مفرق الجماعات)).
وأيضاً حسين مؤنس في مقالاته ضمن مجلة أكتوبر الأسبوعية تحت عنوان: "تاريخ موجز للفكر العربي" حيث وصف حكومة معاوية رضي الله عنه بالظلم والطغيان والإستبداد "ص: 24 من العدد 372 ". وكذلك محمد بك الخضري في كتابه الدولة الأموية " 2/ 356 ".
وكذلك ذلك المستغرب طه حسين في عديد من كتبه كـ " الفتنة الكبرى " عليه من الله ما يستحق.
وقال سيد قطب ((إن معاوية وعمرو لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في إستخدام كل سلاح وهو مقيد بأخلاقه في إختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله الى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى الى هذا الدرك الأسفل فلا عجب أن ينجحا ويفشل وإنه لفشل أشرف من كل نجاح)) " في كتابه الموسوم بـ – كتب وشخصيات – ص: 242 ".
فانظر رحمك الله الى هذا القلم النتن كيف يصف صاحبين جليلين بالركون الى الكذب والغش والخديعة والنفاق، وصاحبه ملمع مقدم عند هؤلاء الحزبيين الذين يقودون ما يسمى الان بالصحوة الإسلامية! وبهذا وغيره تعلم أنهم لا يقودنهم إلا ضمن تلك السبل المبعدة عن صراط الله المستقيم والتي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على رأس كل سبيل منها شيطان يدعو إليها.
وبالله عليك أخي القارىء كيف تفلح دعوة تقف مثل هذه الماقف المخزية تجاه حملة المحمدية أفضل الناس بعد الأنبياء، وزيادة على أنها غارقة في أوحال الحزبية والبدع المقيتة.
وكم لهذا الرجل من الطامات والبلايا العقدية والمنهجية، راجع كتابنا "المفسرون"، وكتب أخينا وحبيبنا العلامة ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
وقال ابن المطهر الحلي الرافضي الخبيث عليه من الله ما يستحق في حق معاوية رضي الله عنه: ((كان شراً من إبليس)).
¥