تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الجوزقاني في كتابه ((الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير [ص: 100 – 101] اعلم أن معاوية خال المؤمنين وكاتب الوحي المبين المنزل من عند رب العالمين على رسوله محمد الأمين صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي يجمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم النسب من عبد مناف)).

قال ابن عساكر: ((خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين)).

قال أبو نعيم الحافظ: ((كان من الكتبة الحسبة الفصحة)). ثم قال ((كان حليماً وقوراً)).

قال ابن الأثير: ((وشهد مع رسول الله حنيناً، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أوقية وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامهما وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم)).

وقال ابن العماد: ((ولي الشام لعمر وعثمان عشرين سنة، وتملكها بعد علي عشرين الا شهراً، وسار بالرعية سيرة جميلة، وكان من دهاة العرب وحلمائها، ويضرب به المثل، وهو أحد كتبة الوحي، وهو الميزان في حب الصحابة ومفتاح الصحابة)).

قال الذهبي في السير: ((أمير المؤمنين، ملك الإسلام)).

وقال أيضاً: ((كان محبباً الى رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخرسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك)).

قال أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني في ((جزء البطاقة)) بعد أن ساق بسنده الى العرباض بن سارية رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب)) قال وقد روى عن معاوية رضي الله عنه جماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم ساق أسمائهم وأحاديثهم الى أن قال: وروى عنه وجوب التابعين أهل المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام، وهذه منزلة عظيمة ودرجة رفيعة شريفة، ونسأل الله حسن التوفيق والسلامة في الدين وبه نستعين)). وقال: ((وكان أول ملك في الإسلام واستمر في الملك الى سنة ستين توفي فيها بدمشق، عن ثمانين سنة رحمه الله، ورضي عنه، وقد كان حليماً وقوراً رئيساً سيداً له مكارم، وفضائل ومآثر …)).

قال ابن خلدون: ((وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدول الخلفاء وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة)).


أعماله رضي الله تعالى عنه
اتسعت رقعة العالم الإسلامي في عهده رضي الله عنه من أفريقيا غربياً الى بلاد الهند شرقاً وإلى حدود قسطنطينة شمالاً، وكسرت شوكة الروم في عهده وفتح كثيراً من البلدان كقبرص وقيسارية.
قال ابن كثير ملخصاً حالت العالم الإسلامي في عهده رضي الله تعالى عنه: ((والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية والغنائم ترد إليه من اطراف الأرض والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو)). وقال أيضاً: ((وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، ويأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس وحج هو سنة خمسين وحج ابنه يزيد سنة احدى وخمسين، وفيها أو في التي بعدها أغزاه بلاد الروم فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينة، وقد ثبت في الصحيح [أول جيش يغزو القسطنطينة مغفور لهم].
قال سعيد بن عبد العزيز: ((لما قتل عثمان واختلف الناس لم يكن للناس غازية ولا صائقة – الغزو في الصيف – حتى اجتمعت الأمة على معاوية سنة أربعين، وسموها سنة الجماعة)).
وقال أيضاً: ((فأغزا معاوية الصوائف وشتاهم بأرض الروم ستة عشرة صائفة تصيف بها وتشتوا ثم تقفل وتدخ معقبتها، ثم أغزاهم معاوية ابنه يزيد سنة خمس وخمسين في جماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في البر والبحر حتى جاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينة على بابها ثم قفل بهم راجعاً الى الشام وكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال: شد خناق الروم)) " تاريخ أبي زرعة [1/ 188]، البداية [8/ 136].
وهو مؤسس أول أسطول إسلامي بحري وبلغ 1700 سفينة في عهده، وقد أسس داراً للصناعة البحرية في عكا، وداراً أخرى لصناعة السفن البحرية في جزيرة الروضة بمصر عاك 54 هـ. وأسس مصلحة الشرطة وأنشأ البريد ووضع ديوان الخاتم. وغيرها كثير انظرها في كتب التواريخ والتراجم.
كمل المقصود وربنا المحمود، فما كان فيه من الصواب فمن الله، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان، ورحم الله القائل:
وإن تجد عيباً فسد الخللا ** فجل من لاعيب فيه وعلا
ومن قال:
وما بها من خطأ ومن خلل ** أذنت في إصلاحه لمن فعل
لكن بشرط العلم والإنصاف** فذا وذا من أجمل الأوصاف
والله يهدي سبل السلام ** سبحانه بحبله إعتصام

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير