من الأمور المهمةالتي على طالب العلم أن يتنبه لها هي أن علياً رضي الله عنه هو المصيب في حروبه كما ورد ذلك صريحاً في حديث (تقتل عمار الفئة الباغية) وعليه أن يكف عما شجر بينهم ولا يلعن ولايسب أي طائفة منهم وإن كان المصيب هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه لاشك في ذلك ولا ريب وسوف أورد من كلام العلماء ما يؤيد ذلك
عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
(ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار.) صحيح البخاري ج3/ص1035
ورواه مسلم بهذا اللفظ: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تقتل عمارا الفئة الباغية.)
وعند أحمد في المسند (قال فرأى عمارا فقال ويحه بن سمية تقتله الفئة الباغية قال فذكرته لمحمد يعنى بن سيرين فقال عن أمه قلت نعم أما انها كانت تخالطها تلج عليها) 26639 مسند الإمام أحمد بن حنبل ج6/ص289
قلت: وهذه الفائدة لم يذكرها ابن حجر في ترجمة (خيرة) أُم الحسن البصري والقائل فذكرته لمحمد بن سيرين لعله ابن عون فهو من تلاميذه وقد وثقها ابن حبان في الثقات وهي مولاة أم سلمة
وفي المسند أيضاً: حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا معاذ ثنا بن عون عن الحسين عن أمه عن أم سلمة. مسند الإمام أحمد بن حنبل ج6/ص315
قلت: هنا خطأ مطبعي والصواب (الحسن عن أمه) وليس الحسين
قال الترمذي حدثنا أبو مصعب المدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية.
قال أبو عيسى وفي الباب عن أم سلمة وعبد الله بن عمرو وأبي اليسر وحذيفة قال وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن 3818 سنن الترمذي ج5/ص669
وممن شهد هذه الوقعة خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين في قصة مشهورة وقد نفى ذلك سيف بن عمر التميمي
وقال شعيب حدثنا سيف عن محمد بن عبدالله عن الحكم قال قيل له أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل قال ليس به ولكنه غيره من الأنصار مات ذو الشهادتين في زمان عثمان بن عفان
قال الخطيب:وهذا القول خطأ لا مرية فيه وذلك أن خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين شهد مع علي صفين أجمع علماء أهل السيرة على ذلك وليس سيف بن عمر حجة فيما يرويه إذا خالف ذلك قول أهل العلم.000 قال وكان خزيمة بن ثابت الأنصاري يدعى ذا الشهادتين أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين قال الزهري وقتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب
00عن الأجلح بن عبدالله الكندي قال سمعت زيد بن علي وعبدالله بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبدالله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمى جماعة ثم قال وخزيمة بن ثابت الأنصاري وهو الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين
قال الخطيب وليس في الصحابة من اسمه خزيمة واسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين والله أعلم
: موضح أوهام الجمع والتفريق ج1/ص263
قال ابن حجر: قلت لا ذنب لسيف بل الآفة من شيخه وهو العرزمي نعم أخرج سيف أيضا في قصة الجمل عن محمد بن طلحة أن عليا خطب بالمدينة لما أراد الخروج إلى العراق فذكر الخطبة قال فأجابه رجلان من أعلام الأنصار أبو الهيثم بن التيهان وهو بدري وخزيمة بن ثابت وليس بذي الشهادتين ومات ذو الشهادتين في زمن عثمان وجزم الخطيب بأنه ليس في الصحابة من يسمى خزيمة واسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين كذا قال. الإصابة في تمييز الصحابة ج2/ص279
وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة ورواه جمع من الصحابة.
أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ومسلم من حديث أم سلمة والترمذي من حديث أبي هريرة والنسائي من عدة طرق والبيهقي وابن حبان والحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة وأحمد في المسند من حديث أبي سعيد الخدري وعبدالله بن عمرو بن العاص وأم سلمة وغيرهم والطبراني في الأوسط والكبير
وأبو يعلى في مسنده وإسحاق قي مسنده وعبد الرزاق في المصنف ومسند علي بن الجعد والتاريخ الكبير وحلية الأولياء وتاريخ دمشق وتاريخ بغداد والنسائي في الخصائص
مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج6/ص289)
السنن الكبرى للنسائي (ج5/ص157) خصائص علي (ج1/ص172)
المستدرك على الصحيحين (ج2/ص162)
صحيح ابن حبان (ج15/ص55)
¥