تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

17 - قال الزيلعي: وأما إن الحق كان بيد علي في نوبته فالدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار تقتلك الفئة الباغية ولا خلاف أنه كان مع علي وقتله أصحاب معاوية قال إمام الحرمين في كتاب الإرشاد وعلي رضي الله عنه كان إماما حقا في ولايته ومقاتلوه بغاة وحسن الظن بهم يقتضي أن يظن بهم قصد الخير وان أخطأوه وأجمعوا على أن عليا كان مصيبا في قتال أهل الجمل وهم طلحة والزبير وعائشة ومن معهم وأهل صفين وهم معاوية وعسكره وقد أظهرت عائشة الندم. نصب الراية ج4/ص69

18 - قال الحاكم: قال أبو بكر (ابن خزيمة) فنشهد أن كل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه في خلافته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال بن إدريس (الشافعي) رضى الله عنه. معرفة علوم الحديث ج1/ص84

19 - وقال ابن حزم: وأما أمر علي والحسن ومعاوية فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم نه نذر بخارجة تخرج من طائفتين يقتلها أولى الطائفتين بالحق فكان قاتل تلك الطائفة علي رضي الله عه فهو صاحب الحق بلا شك وكذلك أنذر عليه السلام بأن عمارا تقتله الفئة الباغية فصح أن عليا هو صاحب الحق وكان علي هو السابق إلى الإمامة صح بعد أنه صاحبها وأن من نازعه فيها فمخطئ رحمه الله مخطئ مأجور مرة لأنه مجتهد ولا حجة في خطأ المخطئ. الفصل في الملل والنحل (3/ 89)

20 - قال شيخ الإسلام: واما علي، فابغضه وسبه ـ او كفره ـ الخوارج، وكثير من بني امية وشيعتهم الذين قاتلوه وسبوه. فالخوارج تكفر عثمان وعليًًًًا وسائر اهل الجماعة.

واما شيعة علي، الذين شايعوه بعد التحكيم، وشيعة معاوية التي شايعته بعد التحكيم، فكان بينهما من التقابل، وتَلاعُن بعضهم، وتكافر بعضهم ما كان، ولم تكن الشيعة التي كانت مع على يظهر منها تَنَقُّص لابي بكر وعمر، ولا فيها من يقدم عليًا على ابي بكر وعمر، ولا كان سَبُّ عثمان شائعًا فيها، وانما كان يتكلم به بعضهم فيرد عليه اخر.

وكذلك تفضيل عليّ عليه لم يكن مشهورًا فيها، بخلاف سبّ على فانه كان /شائعًا في اتباع معاوية؛ ولهذا كان علي واصحابه اولى بالحق واقرب الى الحق من معاوية واصحابه. كما في الصحيحين عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تَمْرُقُ مارقة على حين فُرْقَةٍ من المسلمين، فتقتلهم اولى الطائفتين بالحق). وروى في الصحيح ايضًا: (ادنى الطائفتين الى الحق).

وكان سب على ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة ان يقال لها: الطائفة الباغية، كما رواه البخاري في صحيحه، عن خالد الحَذَّاء، عن عِكْرِمة، قال: قال لي ابن عباس ولابنه على: انطلقا الى ابي سعيد واسمعا من حديثه. فانطلقنا، فاذا هو في حائط يصلحه، فاخذ رداءه فاحْتَبَي به، ثم انشا يحدثنا، حتى اذا اتى على ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لَبِنَةً لَبِنة، وَعمَّار لبنتين لبنتين، فراه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يَنْفُضُ التراب عنه ويقول: (ويْحَ عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار) قال: يقول عمار: اعوذ باللّه من الفتن.

ورواه مسلم عن ابي سعيد ـ ايضًا ـ قال: اخبرني من هو خير مني ـ ابو قتادة ـ ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لعمار ـ حين جعل يحفر الخندق ـ جعل يمسح راسه ويقول: (بُؤْسَ ابن سُمَيَّةَ تقتله فئة باغية). ورواه مسلم ـ ايضًا ـ عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (تقتل عمارًا الفئة الباغية).

وهذا ـ ايضًا ـ يدل على صحة امامة على، ووجوب طاعته، وان الداعي الى طاعته داع الى الجنة والداعي الى مقاتلته داع الى النار ـ وان كان متاولا ـ وهو /دليل على انه لم يكن يجوز قتال علي، وعلى هذا فمقاتله مخطئ، وان كان متاولًًًًا او باغ بلا تاويل، وهو اصح القولين لاصحابنا، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليًا وهو مذهب الائمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتاولين. 000

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير