تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - حكم على نظام الخلافة في الإسلام بأنه قد أخفق، وأن تجربة الحكم الإسلامي انتهت أيضاً بالإخفاق، أما نظام الشورى الذي وضعه عمر - رضي الله عنه - لاختيار الخليفة فلا يخلو - عنده - من نقص، بل من نقصٍ شديد (33).

سادساً: التعبير عن الفتوح الإسلامية بأنها استعمار:

1 - يقول - مثلاً -: "فلما كان الفتح ورأت جيوش المسلمين الكثير من حقائق هذه البلاد، ثم استقرت فيها، واستقر المستعمرون العرب فيها كذلك" (34)، ويقول - أيضاً -: "فلما جاء الإسلام سكت الناس عن الخمر حيناً، صرفهم عنها الدين، وصرفهم عنها جِد الخلفاء، وصرفهم عنها الفتح والاستعمار" (35).

2 - وإذا كانت فتوح الأقاليم تُعد - في تعبير طه حسين - استعماراً فإن فتح مصر عدوان، يقول: "إن المصريين قد خضعوا لضروب من البغض وألوان من العدوان جاءتهم من الفرس واليونان، وجاءتهم من العرب والترك والفرنسيين" (36).

3 - أما العثمانيون فهم - عند طه حسين - مستعمرون، وهم السبب في إيقاف سير الحركة العقلية في مصر؛ إذ إن الترك العثمانيين لو لم يوقفوا سير الحركة العقلية في مصر مدة طويلة لكان الذهن المصري من تلقاء نفسه ملائماً للأذهان الأوروبية في الأعصر الحديثة" (37).

4 - وفي مقابل ما سبق تجده يصف الإنجليز - المستعمرين الحقيقيين - بأنهم أصدقاء، ما جاؤوا إلى مصر إلا ليحموا القناة من المعتدين؛ فهو يقول: "نحن نريد أن نضارع الأمم الأوروبية في قوتها الحربية لنرد عن أنفسنا غارة المغير؛ ولنقول لأصدقائنا الإنجليز بعد أعوام: انصرفوا مشكورين فقد أصبحنا قادرين على حماية القناة" (38).

سابعاً: دفاعه عن المتربصين بالإسلام والمسلمين:

1 - تولى طه حسين المحاماة عن الغوغاء الذين أثاروا الفتنة ضد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إذ إن "الذين ضاقوا بهؤلاء العمال الذين ولاَّهم عثمان وثاروا عليهم، ونقموا من عثمان توليتهم لم يكونوا مخطئين" (39).

2 - يبدو تناقضه في شأن عبد الله بن سبأ اليهودي ودوره في أحداث الفتنة، فيدعي مرة أنه شخصية وهمية منحولة؛ لأنه لم يَرِدْ ذكره في طبقات ابن سعد ولا في أنساب الأشراف للبلاذري (40)، ويثبت وجوده مرة ثانية، ويشكك في أمره ثالثة (41).

3 - يدافع عن أصحاب عبد الله بن سبأ الذين أثاروا الفتنة في الجمل فيصفهم بأنهم أنصح الناس لعلي - رضي الله عنه - وأوفاهم بعهده، وأطوعهم لأمره "فلم يأتمروا ولم يسعوا بالفساد بين الخصمين وإنما سمعوا وأطاعوا وأخلصوا الإخلاص كله" (42).

4 - ويدافع عن الزنادقة في عهد بني العباس - قائلاً -: "ومن الخلفاء العباسيين من غلا في امتحان بعض الناس وأسرف في قتلهم، يأخذ بعضهم بالشبهة والوشاية وسوء القالة، كالذي صنع المهدي في تتبع الزنادقة" (43).

ومن هذا القبيل فقد ادعى: "أن سبب قتل الحلاَّج وصلبه ليست زندقته، وإنما كان اتصال رجال الدين والغلاة منهم في الرأي بالسلطان وسيطرتهم عليه" (44).

الهوامش:

1) مرآة الإسلام لطه حسين، 81.

2) في الأدب الجاهلي، لطه حسين،145،147.

3) في الصيف، لطه حسين، 17.

4) أنظر: المرجع السابق، 11ـ17، ومحاكمة فكر طه حسين، 166،167.

5) أنظر: محاكمة فكر طه حسين، 167.

6) أنظر: في الشعر الجاهلي، 37ـ41.

7) نقض كتاب في الشعر الجاهلي، 76,77.

8) 1/ 71. ولو ادعى أنه في معرض كلام أدبي، لم يرد الاستهزاء.

9) أنظر: على هامش السيرة، 1/ 173،174،175.

10) المرجع السابق، 1/ 177.

11) أنظر: محاكمة فكر طه حسين، 184.

12) أنظر: دارسات في السيرة النبوية، 234.

13) أنظر مثلا ما يتعلق بقصة ولادته صلى الله عليه وسلم في: على هامش السيرة،1/ 273)

فقد بالغ جدا فيها مع أنه لم يثبت فيها مع أنه لم يثبت فيها إلا حديث واحد.

14) أنظر: على هامش السيرة، 2/ 376ـ400.

15) الشيخان: 33.

16) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته

،5/ 141.

17) انظر: مرآة الإسلام، لطه حسين، 73، والحديث في البخاري، كتاب العلم، باب

كتابة العلم، 1/ 37.

18) الشيخان، 151.

19) صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، 2/ 15.

20) مرآة الإسلام، 131.

21) في الأدب الجاهلي، لطه حسين،122،123.

22) انظر: الوعد الحق، لطه حسين، 654.

23) انظر: الفتنة الكبرى (على وبنوه): 2/ 861.

24) الشيخان: 79،80.

25) انظر: الشيخان: 194، والفتنة الكبرى (على وبنوه)، 2/ 956.

26) انظر: الفتنة الكبرى (على بنوه) 2/ 934،959.

27) انظر: الفتنة الكبرى (عثمان) 1/ 705.

28) انظر: الشيخان: 145.

29) انظر: مثلا، صحيح البخاري: باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،

4/ 189، وسنن الترمذي، 5/ 606ـ712، وبقية السنن والمسانيد.

30) الفتنة الكبرى (عثمان): 1/ 678.

وللرد عليه تنظر: صحيفة المدينة التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم لتنظيم

علاقات الناس في المدينة النبوية، سيرة ابن هشام، 2/ 501ـ504. ولبيان مفاهيم مبادئ

هذه الصحيفة انظر: مشكلات في طريق التربية الإسلامية للدكتور أحمد فرج: 55،56.

31) انظر: الفتنة الكبرى (عثمان): 1/ 682.

32) انظر: المرجع السابق، 1/ 683ـ693.

33) انظر: الفتنة الكبرى (عثمان) 1/ 696،705.

34) الفتنة الكبرى (علي وبنوه)، 2/ 962.

35) حديث الأربعاء، 2/ 396.

36) الفتنة الكبرى (عثمان)،1/ 802.

37) طه حسين مفكرا: 86،وانظر: مستقبل الثقافة في مصر، 47،48.

38) مستقبل الثقافة في مصر، 56.

39) الفتنة الكبرى (عثمان) 1/ 802

40) انظر: الفتنة الكبرى (علي وبنوه) 2/ 904 و (عثمان) 1/ 7759ـ762.

41) وللرد على المشككين في حقيقة ابن سبأ ودوره في الفتنة، ينظر كتاب (عبد الله بن سبأ

وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام) للدكتور سليمان العودة.

42) الفتنة الكبرى، (علي وبنوه)، 2/ 904.

43) مرآة الإسلام، لطه حسين، 160.

44) المرجع: السابق، 159.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير