السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فلا يخفى على سماحتكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم وافتراق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كما في الحديث (كلها في النار إلاّ واحدة، قيل: من هم يا رسول الله؟، قال: من كان على مثل ما أنا اليوم وأصحابي).
ومنذ وفاته صلى الله عليه وسلم وقع مصداق هذا الحديث الذي فيه علامة من علامات نبوته، فخرجت الخوارج، واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض، وتعددت الفرق والسبل، ولكن لم يزل هناك طائفة منصورة ناجية كتب الله لها النجاة والنصرة والظهور إلى قيام الساعة، فتصدوا لأهل البدع وشبهاتهم التي يلبسون على الناس بها، وكشفوا الغطاء عن حقيقة أقوالهم وحذروا منهم فما رفعت بدعة إلاّ ووجد من يتصدى لها من أهل السنة، ولا رفع مبتدع رأسه ببدعة إلاّ كان له من أهل السنة من يقف له بالمرصاد.
فموقف أبي بكر مع المرتدين لا يخفى على من تأمل، وكذا بقية الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كعمر وعثمان وعلي عندما تصدى لأتباع عبدالله بن سبأ وأحرقهم بالنار.
وكذا ابن عباس رضي الله عنه عندما كشف شبه الخوارج وكذا ابن عمر عندما حذّر من القدرية وغيرهم كثير.
وسار الزمن وما يأتي عصر من العصور إلاّ وأهل السنة لهم الظهور على غيرهم كمالك والشافعي وسفيان الثوري ويحي بن سعيد وابن مهدي وغيرهم مواقفهم مع أهل البدع مشرفة.
والإمام أحمد وموقفه الكبير من محنة القول بخلق القرآن موقف ثبت الله به هذا الدين كما قال ابن المديني: (لقد ثبت الله هذا الدين برجلين: بأبي بكر يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة).
حتى أنه من جهاده بال الدم – يرحمه الله – فكشف عليه الطبيب فقال: هذا رجل مقهور!، فقال عبدالله: مقهور على السنة!.
وهكذا كان دأب أهل السنة في جهاد أهل البدع، فشيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله ما ترك مبتدع ولا بدعة ظهرت في عصره إلاّ كشف عوارها، وهتك أستارها إلى يومنا هذا وأهل البدع يندبون حظهم مما فعل بهم هذا الإمام وكشفه عن حقيقة أقوالهم، وكذا تلميذه ابن القيم وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب يرحهم الله، وعلى ذلك سار أولاده وأحفاده وأتباعه كالشيخ عبدالرحمن بن حسن والشيخ سليمان بن عبدالله، والشيخ سليمان بن سحمان إلى آخرهم وفاة الشيخ حمود بن عبدالله التويجري يرحمهم الله أجمعين.
لهفي على سرج الدنيا التي طفئت ****** ولا يزال لها في الناس أنوار
لهفي عليهم رجال طالما صبروا ****** وهكذا طالب العلياء صبّارُ
لهفي عليهم رجال طالما عدلوا ****** بين الأنام فما حابوا ولا ماروا
مالوا يميناً عن الدنيا وزهرتها ****** لأنها في عيون القوم أقذارُ
وصاحبوها بأجساد وقلوبهم ******* طير لها في ظلال العرش أوكارُ
وهكذا نحسبكم يا سماحة الشيخ أنت ومن معك من أعضاء اللجنة ممن يذب عن التوحيد والسنة، ويقمع أهل الأهواء والبدع، لذلك يا شيخنا فإني أرفع إليكم أمر أحد هؤلاء الذين ظهروا في الآونة الأخيرة هو وأصحاب له ممن أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء!!، وأعطوا فهوماً وما أعطوا علوماً!!، وأعطوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة (فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الاحقاف: من الآية26).
إنه المدعو: حسن بن علي السقاف، فقد كتب ما يقرب الأربعين كتاباً جلّها إن لم يكن كلها مليئة بالبدع والخرافات، وسوف أجمل لكم يا سماحة الشيخ بعض آراء هذا الرجل الشركية والبدعية محيلاً على موضع ذلك فيما وجد عندي من كتبه فمنها:
(1) أنه يجيز الاستغاثة بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وقد ألف في ذلك كتاباً سماه (الإغاثة بأدلة الاستغاثة!!).
(2) أنه يجيز التوسل بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ومن مؤلفاته في ذلك (بهجة الناظر في التوسل بالنبي الطاهر).
وحقق كتاب شيخه الغماري (إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي).
¥