تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال عنه الشيخ سفر الحوالي (15) أنه ((أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل"، ووصفهم بمحبة الآثار، والتمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية))

ثم قال: ((وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل، ومنها "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر قولهم عن الرجل أنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته، أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم، وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً، وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي و أمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة، وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء، ومع ضرورة بيان هذه الأشياء واستداركها عليهم)) أ. هـ كلام الشيخ سفر

فابن حجر كما نص الشيخ سفر حفظه الله، لا يبرأ من موافقة بعض أقوال المذهب الأشعري على إطلاقه، وإنما نبرئه من أن يكون على غرار متكلمي الأشاعرة، الذين بنوا عقيدتهم على أصول فاسدة ودافعوا عنها.

وهناك أمور يجب معرفتها بخصوص ابن حجر هي:

1 - كل الكتب التي ترجمت للحافظ، وخاصة القديمة منها، لا تكاد تصرح بشيء فيما يتعلق بمذهبه العقدي وأنه يوافق الأشاعرة، بل على العكس، هناك عبارة واحدة نقلها السخاوي في الجواهر والدرر عن الجمال ابن عبد الهادي يقول فيها عن ابن حجر:

((كان محباً للشيخ تقي الدين ابن تيميه، معظماً له، جارياً في أصول الدين على قاعدة المحدثين ... )) أ. هـ

2 - كان أهل ذلك العصر- أعني عصر ابن حجر- أو ما يسمى عصر سلاطين المماليك- عصر انتشار التصوف، وتقديس الأشياخ، والاعتقاد فيهم، وقد كانوا في غاية التعصب لما هم عليه من العقائد المنحرفة، حتى أن ابن حجر يذكر في كتابه "إنباء الغمر" (16) أن قراءة كتاب في العقيدة السلفية ككتاب الإمام الدارمي (الرد على الجهمية) يعد خروجاً على عقيدة الجماعة ويسجن صاحبه!!

تخيل أخي القاريء: يسجن المسلم بسبب قراءته لكتاب!

وأي كتاب؟

إنه كتاب لعلم من أعلام السلف!!

أما الأخذ بآراء شيخ الإسلام في ذلك العصر، فيؤدي بصاحبه للأذى والابتلاء ولمز الناس له بالتيمي!

ولا يفوتنا بهذه المناسبة ذكر ابتلاء وامتحان الإمام ابن أبي العز الحنفي المعاصر لابن حجر -كما يذكر ابن حجر في "إنباء الغمر" (17) -، حين رفض تقريظ قصيدة للشاعر علي أيبك الصفدي، غلا فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، وانتقد فيها مواضع كالتوسل وغيرها فسجن أكثر من ستة أشهر!!!!!!!

ومع كل هذا فابن حجر يسمي ابن تيميه "شيخ الاسلام بلا ريب" كما في الجواهر والدرر للسخاوي، وسماه "الحافظ" (18)، ونجده ينقل في كتابه فتح الباري من الكتب السلفية "الممنوعة" كالرد على الجهمية للإمام الدارمي (19) ومن كتب شيخ الإسلام (20).

3 - ومع كل ما سبق فابن حجر خالف الأشاعرة في كتابه فتح الباري في مواضع كثيرة جداً (21)

ورد أيضاً عليهم مصرحاً باسمهم، كما سيأتي إن شاء الله في هذا الكتاب.

وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل السنة والجماعة، بخلاف الزلات والهنات التي ينبه عليها في موضعها، لأن أي شخص من أهل السنة صاحب منهج صحيح إذا زل في أمر جزئي، لا يكون حكمه حكم مبتدع فاسد المنهج، لأن خطأ الأول خطأ جزئي، وخطأ الثاني خطأ منهجي مذهبي. ولذلك لم ينه شيخ الإسلام عن قراءة شرح صحيح مسلم للنووي ونحوه، كما فعل مع كتب المعتزلة والفلاسفة والمعتزلة والأشعرية، لأن شرح صحيح مسلم للنووي على طريقة المحدثين، على ما وقع فيه من هنات وزلات.

الصنف الثالث:

صنف اجتهد في طلب الحق مع محبة للسنة، وحرص على التمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية، وانتهى بهم الحال لمذهب قريب مما وصل إليه الأشعري في مذهبه الذي استقر عليه في الفترة الأخيرة، أو قريب منه، ومن هؤلاء أبو الحسن الأشعري نفسه، والبيهقي وأضرابهم.

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير